مواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال المغربي إعادة إطلاق عملية السلام باحترام الحق غير القابل للتصرف للشعب الصحراوي وجه المشاركون في الطبعة الرابعة للمنتدى الدبلوماسي للتضامن مع الشعب الصحراوي بالجزائر، دعوة عاجلة الى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا، لإعادة إطلاق عملية السلام دون تأخير على أساس احترام الحق غير القابل للتصرف للشعب الصحراوي في تقرير مصيره، مؤكدين عزمهم مواصلة الجهود لحشد المزيد من الدعم للقضية الصحراوية. استعرض المشاركون في المنتدى الدبلوماسي التطورات الأخيرة في الصحراء الغربية كما تبادلوا وجهات النظر حول الإجراءات المستقبلية التي سيتم اتخاذها لدعم القضية الصحراوية. وأمام استمرار حالة الجمود التي تخيم على عملية تسوية النزاع في الصحراء الغربية بسبب سياسة العراقيل التي يضعها المغرب، من جهة، والفشل الواضح لبعثة المينورسو في تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية والتي أنشئت من أجلها من طرف مجلس الأمن بموجب قراره 690 (1991)، بالإضافة إلى عدم قدرتها على مراقبة حقوق الإنسان، من جهة أخرى، وجه المنتدى نداء عاجلا إلى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا، لإعادة إطلاق عملية السلام دون تأخير على أساس احترام الحق غير القابل للتصرف للشعب الصحراوي في تقرير مصيره. أكد المشاركون في المنتدى الدبلوماسي للتضامن مع الشعب الصحراوي، ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال الذي تكفله له المواثيق الدولية، مشددين على ضرورة تكثيف الدعم له في مواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال المغربي الذي يواصل عرقلة مسار السلام. وتطرق المشاركون في الطبعة الرابعة من المنتدى، إلى سبل التضامن مع الشعب الصحراوي في مقاومته المتواصلة من أجل دحر المحتل، وإلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤوليته في الضغط على المغرب من أجل الانصياع إلى الشرعية الدولية التي تضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال. وفي كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى أكد وزير الشؤون الخارجية الصحراوي محمد سيداتي، على أن القضية الصحراوية بخير وهي تشق طريقها في إفريقيا كما في أمريكا اللاتينية وتسجل انجازات حتى في أوروبا حيث يغرق المغرب في فضائح الفساد. وتوجه الوزير الصحراوي، بالشكر والتحية للمشاركين في المنتدى ولبلدانهم وحكوماتهم على دعمهم للقضية الصحراوية العادلة والشرعية، مجددا رغبة الجمهورية الصحراوية في مواصلة العمل معهم للرفع بعلاقات الصداقة والتضامن والتعاون التي تجمعهم بما يستجيب لتطلعات وطموحات شعوبها في التقدم والكرامة والحفاظ على حريتها المكتسبة غاليا. وخلال تطرقه لانتهاك الاحتلال المغربي لوقف إطلاق النار في ال 13 نوفمبر 2020 الذي شكل ضربة للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق حل سلمي ودائم بالصحراء الغربية، أبرز سيداتي أن استمرار المغرب في احتلاله للأراضي الصحراوية «تهديد للأمن والسلم بالمنطقة». وأكد في السياق، أن نضال الشعب على الأرض سيتصاعد لإفشال هذا الاحتلال العسكري المغربي، وأنه سيواصل مقاومته لغاية تحقيق الاستقلال. إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الصحراوي، أنه «لا وجود لبديل للتفاوض المباشر بين جبهة البوليساريو والمغرب ولا سبيل للسلام إلا عبر احترام المغرب للقانون الدولي وللشرعية الدولية». من جانبها، أكدت المديرة العامة لإفريقيا بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، سلمى مليكة حدادي ، أن اللقاء يعد فرصة للتأكيد على التضامن العابر للقارات للقضية الصحراوية العادلة، مجددة موقف الجزائر الثابت كما تم التأكيد عليه من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في كل مرة، في مساندة الشعب الصحراوي في قضيته العادلة وحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير. وشددت في هذا الإطار، على أن تصفية الاستعمار في القارة الإفريقية لن يكتمل إلا بتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، مشيرة إلى أن الهدف من المنتدى، هو النظر في سبل حشد الدعم العابر للقارات للقضية الصحراوية. من جانبه، اعتبر رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي سعيد العياشي هذا اللقاء الهام يعد «صورة عن التضامن الدولي مع الشعب الصحراوي في كفاحه من أجل الكرامة والحرية». وأكد المتحدث في السياق على أن «الجزائر فخورة أنها في مشوارها التاريخي المعاصر ساندت ورافقت وتضامنت مع 12 حركة تحريرية إفريقية وغير إفريقية»، مؤكدا أن المجتمعات المدنية واللجان الشعبية للتضامن مع الشعب الصحراوي في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكارييبي وحتى في آسيا وأوقيانوسيا، هي «الإطار والهيكل للحركة الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي».