تزامنا واقتراب عيد الأضحى، شهدت أسواق المواشي الموزعة عبر مختلف البلديات زيادات في أسعار المواشي مقارنة بالسنة الماضية، وقد ألهب الأسواق السماسرة، الذين يسعون لأرباح مضاعفة على حساب المواطن، فيما تبقى سلالة الدرمون ذات أجود أنواع اللحوم عالميا مقصد ومطلب الزبائن داخل وخارج الوطن. رغم أنه لا تفصلنا إلا أيام قليلة عن عيد الأضحى مازال سعر الأضاحي مرتفعا نسبيا، وحسب ما أجمع به أهل الخبرة من موالين وفلاحين بسوق الماشية بعدة بلديات، والتي شهدت عزوفا عن شراء الأضاحي بسبب تواصل ارتفاع الأسعار والتي أرجعوها لعدة عوامل وأسباب، انطلاقا من أهم عنصر وهو تراجع الثروة الحيوانية ممثلة في عدد رؤوس الماشية بأنواعها، واستمرار النمط التقليدي في التربية والذبح العشوائي للأنثى بعيدا عن أعين الرقابة على خلفية ارتفاع ثمن الخرفان والكباش بالمقارنة بالنعاج. ومن جهة أخرى، الغلاء والمضاربة في الأعلاف مقارنة بالسعر المتداول من قبل، والتي تعود بدورها إلى العوامل الطبيعية وحالة الجفاف الذي حط بالولاية منذ سنوات طويلة، وهطول الأمطار في وقت متأخر مما أثّر سلبا على وفرة الكلأ والأعلاف، وهو ما جعل المئات من المربين في عجز عن توفير التكاليف المؤدية لا محالة إلى التخلي عن نشاط تربية الماشية. وبالرغم من تراجع نسبة تهريب المواشي نحو الشقيقة تونس، إلا أنه يبقى من بين الأسباب الكبرى في تراجع الثروة الحيوانية في الولاية وارتفاع الأسعار، حيث أكد مختصون تواصل طلب التونسيين قبل العيد على السلالة المحلية للأغنام، خاصة المتعلقة بسلالة الدرمون أشهر السلالات محليا وعالميا، والتي كانت تصل الى المطاعم الأوروبية انطلاقا من الجارة الشرقية تونس. وفي سياق متصل، فإن السماسرة والوسطاء بين الموالين والمستهلك، هو نقطة أخرى تصب في زيادة لهيب الأسعار خاصة خلال هذه الفترة، لترتفع بذلك الأضحية بنسبة تتراوح بين 50 و100 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية. لذلك نجد اليوم عددا كبيرا من الموظفين في رحلة بحث نحو المناطق الفلاحية والأرياف لشراء أضاحي العيد مباشرة بعيدا عن كل أشكال الوساطة أملا في إيجاد أسعار مناسبة.