تناول "صالون نادية" في طبعته 18، بمشاركة نادي سيفار للفكر والابداع، وتحت إشراف مديرية الثقافة لولاية عنابة موضوع "التداوي بالفنّ"، بمختلف أشكاله على غرار الكتابة والرقص والرسم والغناء، ومساهمته في تهيئة النفس البشرية وترميم الانكسارات على جميع الأصعدة، حيث اعتبر المشاركون في هذه الأمسية الفكرية "الفنّ العلاجي، نهجا مبتكرا يستخدم العمليات الإبداعية الفنية لتعزيز الشفاء والتعبير العاطفي والتنمية الشخصية، من خلال الجمع بين الفنّ والعلاج النفسي".. استضاف صالون نادية بقاعة سينماتك عنابة الأديب والدكتور محمد الطاهر عيساني من سكيكدة، الذي قدم مداخلة بعنوان "العلاج بالفنّ مقاربة جمالية في تعزيز الصحة النفسية"، حيث أكد في سياق حديثه على قيمة البعد الفنّي والتداوي بالفنّ الذي يعتبر كما قال نهجا مبتكرا يستخدم العمليات الإبداعية الفنية لتعزيز الشفاء والتعبير العاطفي والتنمية الشخصية. مضيفا أنه "من خلال الجمع بين الفنّ والعلاج النفسي، توفر هذه النسقة مساحة آمنة وعلاجية يمكن للأفراد استكشاف عواطفهم وتجاربهم وتحدياتهم بشكل غير لفظي". وأشار عيساني إلى أنّ الأشكال الفنية مثل الرسم والتصوير والموسيقى والرقص والكتابة والنحت تُستخدم في جلسات الفن العلاجي، حيث يتم تشجيع المشاركين على التعبير بحرية من خلال هذه الوسائط، مما يتيح لهم الوصول إلى عالمهم الداخلي وتوصيل أفكارهم ومشاعرهم العميقة، والتي غالبًا ما تكون غير قابلة للوصف بالكلمات فقط، مؤكدا على أن الفنّ العلاجي يُظهر فوائد ملحوظة، خاصة لأولئك الذين يعانون من اضطرابات عاطفية واضطرابات القلق والاكتئاب والصدمات، إلى جانب اضطرابات الأكل، بالإضافة إلى الأفراد الذين يواجهون مشاكل في ثقتهم بأنفسهم وتطويرهم الشخصي وإدارة التوتر، مشيرا إلى أنه "يمكن ممارسة الفنّ العلاجي بشكل فردي أو جماعي، اعتمادًا على احتياجات وتفضيلات كل فرد، كما تعد فوائد الفنّ العلاجي متعددة، أولاً وقبل كل شيء، يسمح للمشاركين بتجسيد عواطفهم وتجاربهم الداخلية بشكل ملموس، مما يعزز الوعي وفهم الذات"، يقول الدكتور عيساني. ومن جهته، عاد الخبير في الهندسة البشرية عبد الستار مرزوق، خلال هذه الأمسية الفكرية إلى مراحل ظهور التداوي بالفنّ الذي اكتشفه يقول الفنان البريطاني أدريان هيل حين إصابته بمرض السل، حيث كان يشعر بالراحة والاطمئنان وهو يمسك بريشته، وفي 1942 أطلق مصطلح "العلاج بالفنّ" ووثقه سنة 1945 عندما أصدر كتابا بعنوان "الفنّ ضد المرض".. وخلص اللقاء الخاص ب« العلاج الفنّي" الذي قدمه الدكتور عيساني محمد الطاهر، إلى تقديم اقتراح لمديرة الثقافة بعنابة برقوق صليحة، يتعلق حسب ما صرحته ل«الشعب" الشاعرة نادية نواصر بتنظيم ملتقى يبرز أهمية التداوي بالفنّ كعلاج يربط بين الفكر والنفسية والجسد، بحضور فنانين وأدباء وأكاديميين وكل من له باع في هذا الشأن، كما يضم قطاعات مختلفة مثل الثقافة والصحة وكلية الطب والجامعة... مشيرة إلى أنه تم تكليف الدكتور عيساني محمد الطاهر بإعداد وثيقة فنية استعدادًا لاجتماع بمشاركة مختلف القطاعات. مع العلم، تخللت المداخلات قراءات شعرية، قدمها شعراء من داخل وخارج الولاية، مع وصلات غنائية وموسيقية، من طرف الموسيقار ناصر بلغيثي والفنان الفلسطيني قصي أبو ركبة.