تحتضن دار الثقافة "مبارك الميلي" بمدينة ميلة، في الفترة من 4 إلى 7 جويلية القادم، فعاليات الطبعة ال12 من المهرجان الثقافي الوطني للعيساوة، تحت رعاية وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي وإشراف والي ميلة ومديرية الثقافة والفنون لولاية ميلة، ويتمّ إقامة هذه الطبعة تزامنا مع الاحتفالات الخاصة بالذكرى ال61 لعيدي الاستقلال والشباب المصادف لتاريخ 5 جويلية. أوضح محافظ المهرجان "بوخميس بوبليعة" أنه قد تمّ اختيار "العيساوة بعد روحي وصمود أمة" شعارا لهذه الطبعة، وقال "اخترنا هذا الشعار ونحن نحتفل بستينية الاستقلال على مدار 4 أيام، حتى نذكر أنفسنا ونذكر غيرنا إن الثقافة والفن الجزائري لا يزال وفيا لمبادئ الأمة، ومتخذا لغته وعاء لنقل البعد الروحي للفن العيساوي، هذا الفن مازال يختزل في ذاكرته صمود هذه الأمة رغم محاولات التشكيك بالأمس واليوم.. إن الانتصارات الثقافية مازالت متواصلة إلى اليوم، خاصة أننا نسجل تشبث الشباب بتراثه الثقافي والفني". وذكر محافظ المهرجان أنه تمّ إنجاز الملصقة الخاصة بهذا الطبعة من طرف الفنان "عمر عيون"، والتي تمثل صورة رجل جزائري بالزي التقليدي وهو ما يمثل روح الصمود والثقافة المتوارثة، حيث يجمع حقبا تاريخية توارثوا أزياءها أهالي الوطن المفدّى من موروث حضاري، يعبر بصدق المقاومات والفترات المظفرة التي حملت فكرة وتصميم الهوية الجزائرية على اختلاف مراحلها التاريخية من عمقها الديني وفكرها الصوفي المتفتح، وترتكز قامة هذا الجسم على قامة الإنسان الجزائري، من حيث اعتدال طوله المغطى رأسه بشاشية قد تكون طربوشا والذي تحفه العمامة التي تميل إلى لون الشاش الابيض والرزة الصفراء وما بينهما، وهو يرتدي جليكة الفتلة المطرزة بعمقها الدلالي الحرفي بقميص تنتعش في رسوماته ألوان الزليج الوطنية، والذي يحمل بيده رمزية بشكل خمسة يد فاطمة الرائجة في التراث منمقة ومزينة بتفاصيلها الحرفية، كما يحمل بنديرا مصنوعا من دور خشبي ملون بتشكيلات وخطوط إنسانية قديمة وجلد يميل إلى الشفق لون الإلهام الذي يحمل رمزا للصمود بيتا لقصيدة مجد الجزائر مفدي زكرياء، وعلى كتفه سارية لعلم أخضر ذو بعد صوفي وعمق تأصيل عيساوي، يحمل العبارة الشهيرة الجزائر المحمية بالله والتي تعود إلى سنة 1541م. كما أوضح بوخميس بوبليعة، أنه سيتمّ خلال المهرجان تنظيم معرض ثقافي وفني حول التراث العيساوي، حيث يتضمن هذا المعرض كتابات ومؤلفات وآلات موسيقية، ومخطوطات وألبسة.. وأشار محافظ المهرجان إلى أن البرنامج يتضمن أيضا ندوتين حول "البعد الروحي للفن العيساوي"، و«محاولات الطمس الاستعماري وصمود الثقافة الجزائرية"، وقال المتحدث بأنه سيشارك في إدارة هذه الندوات عدد من الباحثين والأساتذة من جامعات المسيلة، الأغواط، غرداية، ومن زاوية البوزيدية (تلمسان) وزاوية زرة (المدية)، وكذا مركز البحث في العلوم الإسلامية بالأغواط. وذكر بوخميس أنه ستكون أيضا استعراضات فلكورية لمجموعة من الجمعيات، فضلا عن سهرات فنية بمشاركة 12 فرقة من ولايات ميلة قسنطينة، بسكرة، سوق أهراس، مستغانمقالمة، عنابة، بشار والأغواط. كما كشف ذات المتحدث عن برمجة وقفات تكريمية لمجاهدين كانوا ناشطين في الفرق العيساوية على مستوى عدة ولايات من الوطن. وقال بوخميس، أن هناك برنامجا جواريا سيتزامن مع الحدث الرئيسي على مستوى بلديتي شلغوم العيد وفرجيوة، مؤكدا أنه قد تمّ ضبط كل التحضيرات من أجل إنجاح هذه الطبعة.