ما تقوم به سوناطراك مصدر فخر إلى جانب جهود سونلغاز وكوسيدار كل المناطق يجب أن تستفيد من حقها في تحلية مياه البحر مشاريع التحلية جاءت في وقتها بسبب الجفاف الذي نعيشه بشكل ملموس ومحسوس نجاح تجسيد أكبر مشروع تحويل للمياه من عين صالح لتمنراست فخر لبلادنا قام رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، بزيارة ميدانية تفقدية لعدد من المشاريع التنموية والحيوية بكل من ولايات الجزائروبومرداس وتيبازة، وذلك بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى 61 لعيد الاستقلال والشباب. أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، بولاية بومرداس، أن الجزائر حققت إنجازات كبيرة في مجال تأمين التزويد بمياه الشرب انطلاقا من تحلية مياه البحر، بفضل إطاراتها في مختلف القطاعات. وخلال إشرافه على وضع حجر الأساس لمشروع محطة تحلية مياه البحر ب»كاب جنات» بولاية بومرداس، أوضح الرئيس تبون أنه كان من «السهل على الجزائر شراء محطات كما تفعله بعض الدول، لكننا، وحفاظا على مداخيل البلاد وثرواتها، قررنا إنجاز المحطات محليا وقد حققنا هذا بفضل نزاهة الإطارات». وأضاف: «نفتخر بما أنجزته مؤسساتنا والحمد لله على المرحلة التي وصلنا إليها». وثمن في هذا السياق، جهود الإطارات الجزائرية في مختلف القطاعات، المبذولة منذ سنتين في إطار برنامج استعجالي لتحلية مياه البحر، وعلى رأسهم إطارات الطاقة، معتبرا أن «ما تقوم به سوناطراك يعد مصدر فخر» للجزائر، إلى جانب جهود سونلغاز التي عملت إطاراتها على توفير الطاقة الكهربائية الكافية لتشغيل محطات التحلية، وكذا جهود إطارات مجمع كوسيدار. كما شكر إطارات وزارات الري والتعليم العالي والتكوين المهني «الذين انسجموا في البرنامج وأصبحت محطات تحلية مياه البحر جزائرية 100٪، بفضل عمالها ومهندسيها والتقنيات التي أصبحت الإطارات الجزائرية تتحكم فيها». وتوجه الرئيس تبون بالشكر كذلك، لوزارة التعليم العالي التي كونت مهندسين مختصين في تصفية مياه البحر وكذا وزارة التكوين المهني التي وفرت، ابتداء من السنة الماضية، تكوين تقنيين وتقنيين سامين في تحلية مياه البحر. وبخصوص قدرات إنتاج محطات التحلية، أشار الرئيس تبون إلى أن «الأرقام قد تظهر عادية ولكن حتى محطة صغيرة مثل تلك الموجودة بالباخرة المحطمة، توفر وحدها 10 آلاف متر مكعب/يوم، أي 10 ملايين لتر يوميا للمواطن. أما محطة كاب جنات فتوفر 300 مليون لتر/يوميا» وهو ما اعتبره مستوى معتبرا يتماشى مع ما توصي به منظمة الصحة العالمية بخصوص استهلاك الفرد من المياه (160 إلى 200 لتر/للفرد/يوم). التفكير في إنجاز محطة تحلية مياه البحر بتيزي وزو كما ثمن الرئيس تبون الجهود المبذولة لتجسيد البرنامج الاستعجالي لإنجاز محطات التحلية بكل من الباخرة المحطمة والمرسى وقورصو، بطاقة تقدر ب150 ألف م3 يوميا. وأكد في هذا السياق، أن «كل مناطق الجزائر يجب أن تأخذ حقها في هذا البرنامج»، كاشفا عن التفكير في انجاز محطة تحلية مياه البحر بولاية تيزي وزو «في أزفون أو تيقزيرت، على حسب حجم الولاية واذا لزم الأمر ستكون محطة ب300 ألف متر مكعب لكل ولاية». وذكر بأن الهدف المسطر في هذا المجال، هو مواصلة برنامج محطات تحلية مياه البحر من خلال إطلاق مشاريع جديدة مستقبلا لبلوغ نسبة «80٪ من حصة مياه التحلية في تموين المواطنين، للمحافظة على المياه الجوفية». ولاحظ رئيس الجمهورية، أن «الجفاف الذي أصبحنا نعيشه بصفة ملموسة ومحسوسة، يكشف أن مشاريع تحلية مياه البحر جاءت في وقتها». من جهة أخرى، حث رئيس الجمهورية على اطلاق مشاريع تحويلات كبرى للمياه بربط السدود بعضها ببعض لضمان تموين أحسن للمواطنين بمياه الشرب، لا سيما في ظل شح الأمطار المسجل في السنوات الأخيرة. وقال بهذا الخصوص، «الجزائر تملك الامكانات، كصناعة الأنابيب ووجود شركات وطنية وخاصة لتجسيد الربط بين السدود، فعوض تفريغ بعض السدود الممتلئة للحفاظ على سلامة المنشأة، سيتم تحويل المياه الفائضة نحو سدود أخرى في إطار تحويلات كبرى»، منوها بنجاح الجزائر في تجسيد أكبر مشروع تحويل للمياه من عين صالح إلى تمنراست والذي يعد «فخرا لبلادنا». وأكد رئيس الجمهورية في ذات الشأن، أن «مشروع عين صالح- تمنراست، على مسافة 750 كلم، هو الوحيد في العالم خارج الولاياتالمتحدة». ولدى تطرقه إلى القدرات الاقتصادية التي تتميز بها ولاية بومرداس، لفت الرئيس تبون الى ان هذه الأخيرة تعد رائدة في المجال الفلاحي، لا سيما في شعبة الكروم، مبرزا أهمية التقنيات الحديثة المستخدمة في هذه الشعبة. وشدد رئيس الجمهورية في الشأن ذاته على أهمية تعزيز استخدام المياه المستعملة المعالجة في الري الفلاحي. يضع حجر الأساس لإنجاز محطة «فوكة 2» بتيبازة دعا رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، بتيبازة، إلى «تجنيد وطني» من أجل اقتصاد الموارد المائية في البلاد، لاسيما من خلال استغلال المياه المستعملة. خلال إشرافه على وضع حجر الأساس لمشروع إنجاز محطة تحلية مياه البحر «فوكة-2»، أوضح رئيس الجمهورية أنه من الضروري القيام ب»تجنيد وطني على كل المستويات» لاستغلال أفضل للمياه المستعملة واقتصاد الموارد الأخرى، لأن «كل لتر من المياه المستعملة المعالجة يساوي لتراً من المياه الصالحة للشرب». وحث الرئيس على مضاعفة الجهود في مجال اقتصاد المياه، مشيرا أن تحلية مياه البحر تكلف «أموالا طائلة» للدولة. وبالرغم من امتلاك الجزائر للطاقة وشركات قوية كسوناطراك، إضافة إلى توفرها على الإمكانيات المالية، إلا أنه «لا يسمح لنا بالتبذير»، يقول رئيس الجمهورية. وأكد في نفس السياق، على ضرورة أن يتبع النجاح المسجل في مجال تحلية مياه البحر «بنجاح آخر فيما يتعلق باسترجاع المياه المستعملة». واعتبر رئيس الجمهورية، في تعقيبه على عرض حول مشروع محطة تحلية مياه البحر «فوكة-2»، أن تجسيد مثل هذه المحطات يشكل «نقطة تحول»، إذ برهن على قدرة الإطارات الجزائرية على رفع التحدي من حيث الإنجاز والتسيير وهو ما يكرس «جزأرة» صناعة تحلية المياه. وأكد رئيس الجمهورية، أن هذا المشروع يعد «فخرا للجزائر» و»عملا وطنيا يحسب لإطارات سوناطراك وسونلغاز والشركة الجزائرية للطاقة وكل إطارات الري». ودعا في هذا الإطار، إلى المحافظة على هذه المنشآت، مذكرا «بأعمال التخريب العديدة التي عرفتها محطة فوكة-1 في 2021 والتي كان وراءها عصابة مدفوعة من عصابة المال كانت يوميا تحاول تعطيل تزويد المحطة بالكهرباء». وبهذا الخصوص، طالب رئيس الجمهورية السلطات المحلية وكذا مؤسسات إنتاج المياه «حراسة هذه المنشآت بصفة دائمة وناجعة، كي لا نضطر لوضعها تحت حماية الجيش مباشرة». وتابع قائلا، إن سنة 2021 عرفت محاولات زرع البلبلة من خلال قطع المياه وإحداث مشكل في السيولة المالية والاعتداء على الأطقم الطبية، «إلا أننا تجاوزنا هذه المرحلة»، كما أضاف. في سياق آخر، أسدى رئيس الجمهورية تعليمات للسلطات المحلية لتيبازة تقضي ب»وضع كل الوسائل اللازمة لرفع مخلفات الفيضانات التي ضربت بعض بلديات هذه الولاية»، مؤكدا أن كل الصلاحيات في هذا المجال ستمنح لهم من أجل بلوغ هذا الهدف. ووجه الرئيس إلى ضرورة إزالة كل آثار الفيضانات في آجال لا تتعدى 15 إلى 20 يوما، داعيا إلى الاستعانة بالشركات المحلية لرفع الأوحال، تجسيدا لمبدإ راحة المواطن. كما وجه تعليمات بضرورة «التكفل بالصيادين الصغار المتضررين من هذه الفيضانات وستسمح هذه المحطة، التي تتربع على مساحة تفوق 7 هكتارات، بتزويد مواطني الجهة الغربية من العاصمة وولاية تيبازة وجزء من ولاية البليدة، بالماء الشروب، حيث ينتظر أن يسهم المشروع في تغطية حاجيات حوالي 3 ملايين مواطن من الماء الشروب، حسب الشروحات المقدمة. وأوكل المشروع للشركة الجزائرية للطاقة AEC، فرع سوناطراك، في حين كلفت شركة «كوسيدار-القنوات» بإنجاز هذه المحطة ب»سواعد مائة بالمائة جزائرية». وستشمل المحطة عدة بنى تحتية ومعدات، تتمثل في مراكز الكهرباء والمحولات والمحطة التحتية الكهربائية، الى جانب محطات ضخ مياه البحر وطرح المياه المالحة ومياه الشرب وكذا خزانات استقبال مياه البحر ومياه التناضح العكسي ومعالجة وتحديد السوائل والمياه المعالجة. ويندرج إنجاز هذه المحطة ضمن تنفيذ البرنامج التكميلي للمخطط الاستعجالي للسلطات العمومية الذي أقره رئيس الجمهورية والمتعلق بإنجاز 5 محطات جديدة لتحلية مياه البحر بطاقة إنتاج 300 ألف متر مكعب يوميا لكل منها، تستفيد منها خمس ولايات وهي وهران (الرأس الأبيض)، بجاية (تيغرمت- توجة)، بومرداس (كاب جنات)، تيبازة (فوكة 2) والطارف (كودية الدراوش). وسيمكن دخول هذه المحطات الخمس حيز الخدمة، من تأمين تزويد الشبكة الجزائرية لتوزيع المياه الصالحة للشرب من خلال تحلية مياه البحر، بنسبة 42٪ في آفاق 2024، لترتفع هذه النسبة الى 65٪ في افاق 2030، مع تحقيق التحكم الكامل في إنجاز واستغلال مشاريع محطات تحلية مياه البحر لتكون بشركات وكفاءات جزائرية محضة.