رئيس الجمهورية يوافق على إدماج 82410 أستاذ متعاقد في مختلف الأطوار التعليمية    قوجيل: رحيل مناد فاجعة أليمة    مجلس الوزراء: رئيس الجمهورية يأمر باتخاذ كافة التدابير لمواجهة أسراب الجراد بالجنوب    مجلس الوزراء: رئيس الجمهورية يأمر بتطوير الاستثمار في إنتاج الكهرباء وتوجيه الفائض للتصدير    ماذا قال ابن باديس عن ليلة القدر؟    أبناء غزّة مرعوبون ومُدمَّرون    المغرب: تحذيرات من خطورة تمدد الاختراق الصهيوني وتهديداته للنسيج الاجتماعي    نيم ينعي مناد    الرئيس يُعوّل على الشباب    افتتاح الطبعة الخامسة    الجزائر تُرحّب بعلماء الأمّة..    تصرف روتايو تجاه الجزائر يزعج ماكرون    قضية نهضة بركان/اتحاد الجزائر: قرار "التاس" هو انتصار للحق وتأكيد للمواقف السديدة للجزائر    المحبوسين سيتصلون بذويهم عبر تقنية المحادثة "المرئية عن بعد"    تأكيد السلطات العليا على ترك بصمة مميزة في هذه النسخة الرابعة    استحداث تطبيق رقمي لمراقبة مدى التزام التجار بمداومة أيام عيد الفطر    مثمنا الأشواط المحققة لتعزيز الأمن المائي الوطني، زعلاني:    استذكار مآثر الشيخ محمد بلقايد الشريف الحسني مؤسس الطريقة البلقايدية الهبرية    الموافقة على تعيين سفير الجزائر الجديد لدى جمهورية ساوتومي وبرانسيب    بطولة افريقيا للاعبين المحليين: المنتخب الوطني يختتم تربصه الاعدادي بعنابة    أشغال عمومية: رخروخ يستقبل نائبا بالمجلس الشعبي الوطني عن ولاية غرداية    تصفيات مونديال 2026: تشكيلة المنتخب الوطني تستأنف تدريباتها بسيدي موسى    السيد بلمهدي يشرف على افتتاح فعاليات المسابقة الوطنية لجائزة الجزائر لحفظ القرآن    "ترقية المحتوى الرقمي لحماية الطفولة" محور لقاء وطني بالجزائر العاصمة    هزة أرضية بدرجة 0 ر3 درجات بولاية المدية    محرز.. 100 لقاء دولي    بلايلي: هذا الأهم بالنسبة لي..    عشرات الآلاف يُصلّون في الأقصى    مولوجي تشارك المسنين الإفطار    رئيس الجمهورية: الدولة ستقف بالمرصاد لكل من يحاول استهداف استقرار الوطن    رئيس الجمهورية: الجزائر خطت خطوات كبيرة في مجال الأمن الغذائي والمائي    القضاء على إرهابيين من جنسية أجنبية    الاحتلال الصهيوني يدمّر المستشفى الوحيد لعلاج الأورام بغزّة    مجزرة غار أوشطوح.. غازات محظورة لإبادة 118 مدني    "قلب اللوز".. الحلوى التي غزت موائد القسنطينيّين    "الشاربات".. عنوان "بنّة" فواكه متيجة    هولندا.. رمضان ضيف عزيز    الجزائريون لن يتوقفوا عن دعم القضية الفلسطينية    أشكر اللاعبين وسنلعب كل المباريات المتبقية كنهائيات    تكريم المساهمين في إنجاح صالون "ويست-إكسبورت"    دراما مشوّقة تكشف خبايا الفساد وأثر الحراك الشعبي    تندوف تكرم حفظة كتاب الله    الاتحاد المغربي للشغل يدعو إلى التعبئة    امتنان لعلماء دول العالم الإسلامي    زهير بللو: فن الشعبي تعبير صادق عن وجدان الشعب الجزائري    "جريت وول موتورز" تعرض مشروعها بالجزائر    فتح الرحلات عبر "البوابة الجزائرية للحج" و"ركب الحجيج"    صالح قوجيل: الجزائر المنتصرة تسير في الطريق الصحيح    رئيس الجمهورية يجري لقاءه الإعلامي الدوري مع ممثلي الصحافة الوطنية    مسابقة "تاج القرآن الكريم" : تواصل السهرات التنافسية بالمركز الدولي للمؤتمرات    سايحي يبرز مجهودات الدولة    مدرسة الصيام الربانية    المحاربون يحققون فوزا ثمينا ويستعيدون الصدارة    دعاء الجماعة أَوْلَى بالقبول من دعاء الفرد    حج 2025: برمجة فتح الرحلات عبر "البوابة الجزائرية للحج" وتطبيق "ركب الحجيج"    السيد سايحي يبرز مجهودات الدولة في توفير الهياكل الصحية عبر مختلف ربوع الوطن    أجمل دعاء يقال في رمضان    متى يباح الإفطار للصائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فلسطين والجزائر توأمان لا ينفصلان..

أنا كاتب هذه السطور من الجيل الذي عاصر ثورة الجزائر العظيمة وكنت حينها في المرحلة الابتدائية، وكان معلمونا يحدثوننا يوميا عن بطولات الثوار والثائرات الجزائريين والجزائريات، ويحدثوننا أيضا عن بشاعة الاستعمار الفرنسي الكولونيالي الإستيطاني الذي تواجهه الجزائر، وكنا ننشد في طابور الصباح المدرسي النشيد الوطني للثورة الجزائرية في كل صباح في ساحة المدرسة. لذا من الطبيعي أن نحتفي اليوم وأن نشارك شعبنا الجزائري فرحته بانتصاره على المستعمر، واحياءه للذكرى الواحدة والستين لانتصار الثورة وانتزاع الاستقلال في 5 / 7 / 1962.
واليوم، حيث يكون قد مضى واحد وستون عاما على انتصار ثورة الشقيقة الجزائر على أبشع استعمار فرنسي شهدته القارة الإفريقية والبلاد العربية، وقد كان لهذا الانتصار الكبير أثره البالغ والمهم على مسار حركة التحرّر العربي والعالمي، ليفتح الباب واسعا أمام حركات التحرّر الوطني للنضال ضد المستعمر وضد حركة الاستعمار في كافة المستعمرات في إفريقيا وآسيا، فمثلت الجزائر المستقلة الحاضنة الرئيسية والداعمة والنموذج لكافة حركات التحرّر الوطني في العالم.. وأمدّتها بكل عون ودعم ممكن سياسيا وماديا ومعنويا بلا حدود من أجل أن تحقّق حركات التحرّر العالمية أهدافها في الحرية والاستقلال عن المستعمر، وقد فتح استقلال الجزائر باب التحرّر والاستقلال لكافة الشعوب على مصراعيه ولكافة الدول الإفريقية المستعمرة، فانتصار الثورة الجزائرية واستقلال الجزائر وهزيمة المستعمر الفرنسي فيها رغم جبروته وبطشه كان حدثاً تاريخيا مهما ليس في حياة الجزائر فقط التي قدّمت التضحيات الجسام، بل أيضا في حياة العرب وحياة دول افريقيا وحياة كل شعوب العالم الثالث أجمع التي كانت تعاني من ربقة الاستعمار وتناضل من أجل الحرية والاستقلال..
لم تمض سوى شهور قليلة على استقلال الجزائر، حتى تستقبل الجزائر مئات الشباب الفلسطيني بل الآلاف من الذين قدموا إلى الجزائر للمشاركة والمساعدة للشعب الجزائري في إعادة بناء ما دمّره المستعمر معنويا وماديا وخاصة في مجالي التعليم والإعمار، فقد فتحت الجزائر أبواب مدارسها للمعلمين الفلسطينيين كما فتحت أبواب جامعاتها للطلاب الفلسطينيين..
وقبل كل هذا وذاك، كانت تستقبل القيادة الفلسطينية قبل اشهارها وإعلانها للعلن، فقد استقبلت قيادة فتح ياسر عرفات ابو عمار وخليل الوزير ابو جهاد وآخرين من طلائع فتح وقوات العاصفة، وفتحت الجزائر أول مكتب علني ورسمي لحركة فتح في عام 1963م، تحت إشراف الأخ القائد خليل الوزير وفتحت كلياتها العسكرية ومعسكراتها لتدريب أعضاء فتح، نواة قوات العاصفة التي انطلقت في 1 /1 / 1965م، فكانت التجربة النضالية للجزائر بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية ملهمة لحركة فتح ولثوار فلسطين، وكان التدريب الأولي والسلاح الجزائري لثوار فلسطين على أيدي إخوانهم جنود وضباط الجيش الوطني الجزائري، وواكبت الجزائر المستقلة دعم الشعب الفلسطيني ونضاله ماديا ومعنويا في كافة المراحل وعلى كافة الصعد الوطنية والقومية والدولية، منذ يوم الاستقلال الجزائري قبل واحد وستين عاما وإلى اليوم في عهد فخامة الرئيس الدكتور عبد المجيد تبون حفظه الله، فالجزائر تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها الوطنية، وتتبني الدفاع عنها في كل المحافل وعلى كل المستويات القارية والدولية، دون هوادة أو مراوغة وتسعى إلى توحيد القوى والمنظمات الفلسطينية دائما، ومثلت الجزائر الحاضنة الدافئة دائما للمؤتمرات الوطنية الفلسطينية والتي أخذت فيها القرارات والمواقف التاريخية والمصيرية وبرعاية القيادات التاريخية الجزائرية، فشعب فلسطين والقيادة الفلسطينية على الدوام يقدّرون للجزائر دعمها ومواقفها الصلبة الداعمة للقضية الفلسطينية دائما..
الجزائر التي قال رئيسها الراحل الشهيد هواري ابو مدين (إننا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة)، هذا القول المعبّر عن عمق العلاقة الفلسطينية الجزائرية وعن كل الجزائريين سابقا وحاضرا ومستقبلا حتى تتحرّر فلسطين ويعود أهلها اللاجئون إلى ديارهم ومدنهم، وحتى يتمكّن الشعب الفلسطيني من الانتصار على عدوّه وانتزاع كافة حقوقه الوطنية، وأن يتمكّن من تقرير مصيره بنفسه وأن يقيم دولته الفلسطينية المستقلة على ترابه الوطني وعاصمته القدس.
الوشائج التي تربط فلسطين بالجزائر، وشائج قوية ومتينة عبر التاريخ، لا تهزها الأراجيف ولا الأعاصير، فهي ترتكز على ركائز تاريخية وعقدية واجتماعية وقومية ووطنية وسياسية، فلا نبالغ إذا قلنا أن الجزائر وفلسطين توأمان لا ينفصلان لمتانة هذة الوشائج والعلائق التي تربط بين القطرين والشعبين الشقيقين والقيادتين، فلهما فلسطين والجزائر نفس الماضي الكفاحي ولهما نفس روح التضحية والجهاد ضد المستعمرين كانوا فرنسيين أو صهاينة، وستبقى تجربة الجزائر الكفاحية والجهادية في مواجهة الاستعمار، نبراسا يضيء الطريق للشعب الفلسطيني في كفاحه وجهاده ونموذجا يقتدي لنيل حريته واستقلاله، كما انتصرت الجزائر وطردت المستوطنين الفرنسيين وعساكرهم المحتلة، ستنتصر فلسطين..
فهنيئا للجزائر رئيسا وحكومة وشعبا وجيشا وطنيا في يوم انتصاره على المستعمر وهم يحيون اليوم الذكرى الواحدة والستين لاستقلال وانتصار الجزائر، والحديث عن الجزائر وانتصارها وعن فلسطين لا تتسّع له الصحف والمجلدات، ولذا اختم بالقول:
عاشت الجزائر وعاش شعبها المناضل والمجاهد والداعم دائما لفلسطين وشعبها وكفاحها وقضيتها، واليوم نذكّر بكل الشكر والعرفان والتقدير جميع مواقف الشقيقة الجزائر تجاه فلسطين حكومة وشعبا وجيشا ورئيسا، وكل الشكر للجزائر ورئيسها الدكتور عبدالمجيد تبون الذي أقر ووجه مؤخرا بالتبرع بمبلغ سخي (مبلغ ثلاثين مليون دولار) وذلك لإعمار مخيم جنين من الدمار والخراب الذي لحق به مؤخرا من قبل جيش الاحتلال الصهيوني الفاشي.. فلتحيا الجزائر ولتحيا فلسطين، ومعا وسويا دائما حتى التحرير والنصر والبناء والتقدم.
هنيئا للجزائر عيد استقلالها..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.