قال ضابط فرنسي ومسؤول محلي امس ان القوات الفرنسية انتشرت في مطار بلدة كيدال في شمال مالي وهي آخر معاقل الارهابيين في شمال البلاد. وستكون كيدال التي تعتبر ثالث كبرى مدن شمال مالي آخر بلدة رئيسية تستعيدها القوات الفرنسية بعد أن وصلت إلى غاو وتمبكتو في وقت سابق من الأسبوع الجاري في حملة تهدف إلى طرد الارهابيين . وأكد تييري بوكار المتحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية أن القوات الفرنسية موجودة في كيدال وقال إنها سيطرت على المطار. وكيدال هي عاصمة منطقة صحراوية يعتقد ان الارهابيين انسحبوا اليها خلال نحو ثلاثة اسابيع من القصف الجوي الفرنسي وتقدم المئات من القوات البرية. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اوضح في حديث اجراه الثلاثاء ونشرته صحيفة لو باريزيان امس «ان تحرير غاو وتمبكتو بسرعة كان ضمن الخطة لكنه امتنع عن الحديث عن كيدال مؤكدا الان على الافارقة ان يتولوا الامر، قررنا توفير الامكانيات من اجل انجاح هذه المهمة وتوجيه ضربة قوية لكن الانتشار الفرنسي لا يهدف الى البقاء طويلا، سنرحل سريعا». وميدانيا ينتشر 3500 جندي فرنسي و1400 جندي من دول غرب افريقيا ومن تشاد الى جانب الجيش المالي. وفي المجموع ينتظر نشر ثمانية الاف جندي افريقي لكن مشاكل تمويل ولوجستية تعرقل انتشارهم. وبخصوص تغطية نفقات الحرب بلغت قيمة التعهدات المالية التي قدمها المشاركون في مؤتمر المانحين الدوليين إلى مالي والذي عقد امس الاول بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا باثيوبيا حوالي 455 مليون دولار أميركي. وأوضح جفي فلتمان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أن المؤتمر كان يهدف إلى حشد التمويل اللازم المخصص للتدخل العسكري الدولي في مالي وإعادة هيكلة وتنظيم الجيش و تمويل المساعدات الإنسانية . وذكر فلتمان ان الاتحاد الأفريقي كان أعلن عن الحاجة إلى 960 مليون دولار ستخصص 460 مليونا منها لتمويل القوة الإفريقية لمدة عام في مالي ونحو 355 مليونا لتأهيل الجيش المالي إضافة إلى تمويل حوالي 2500 جندي إضافي قررت دول إفريقيا الغربية إضافتهم إلى القوة الإفريقية مؤكدا على الوضع الصعب في مالي و التزام الأممالمتحدة لقوي بدعمها. يذكر أن حكومتي الولاياتالمتحدة الأميركية واليابان شكلتا أكبر المانحين حيث تعهدت الولاياتالمتحدة بتقديم 86 مليونا لدعم العملية العسكرية في حين أعلنت حكومة اليابان تقديمها 120 مليون دولار للمساعدة على إرساء الاستقرار في مالي ومناطق الساحل. قال رئيس مالي المؤقت ديونكوندا تراوري الثلاثاء إن باماكو تأمل في اجراء انتخابات في 31 جويلية القادم والتزم باجراء تحول في مالي باجندة واحدة وبرنامج واحد الا وهو استعادة الشمال وايضا وعلى سبيل الخصوص اعادة الاوضاع في مالي الى طبيعتها. وعن اوضاع الماليين الذين نزحوا من ديارهم و مدنهم بسبب الوضع المتازم ، تسعى مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين لتجهز نفسها لتوفير مساعدة للعودة الوشيكة المحتملة لأكثر من 300 ألف نازح . وذكرت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أنه بشكل عام نزح ما يقرب من 380 ألف شخص من شمال مالي منذ بدء الصراع قبل عام. وهذا العدد يتضمن 230 ألف نازح داخلي وأكثر من 150 ألف شخص يعيشون كلاجئين في موريتانيا والنيجر وبوركينافاسو والجزائر. و اكدت انها تعتزم تقديم الدعم اللازم للمساهمة في تحسين أمن الغذاء والحد من سوء التغذية وتوفير متطلبات الرعاية الصحية الطارئة إضافة إلى المساعدات الإنسانية .