أصبحت "غاو "احد كبرى مدن شمال مالي التي حولها الارهابيون الى اهم معقلا لهم منذ شهر مارس الفارط تحت السيطرة" المطلقة "للقوات المالية-الفرنسية بعد 16 يوما من بدء العمليات العسكرية في البلاد فيما قرر الاتحاد الافريقي وايكواس مضاعفة عدد البعثة الافريقية في مالي. و تمكنت القوات المالية الفرنسية المشتركة من "تحرير" مدينة "غاو" التي تعتبر احد اهم معاقل الارهابيين الذين لم يبدوا مقاومة "حقيقية" حيث لم تقع معارك ب"المعنى الفعلي" حسب متحدث باسم هيئة الاركان الفرنسية. وتاتي السيطرة على"غاو" عقب استيلاء عناصر في القوات الخاصة الفرنسية على مطار المدينة وجسر استراتيجي فيها وقصف لمواقع الارهابيين من قبل المقاتلات الفرنسية. ورد المسلحون اول امس على هذه العمليات التي استهدفتهم بتفجير جسر استراتيجي قرب الحدود النيجيرية فقطعوا احد الطريقين اللذين كان الجنود التشاديون الذين يتاهبون لعبورهما قادمين من النيجر مما ارغمهم على استعمال الجو. وحلت فرقة عسكرية افريقية مكونة من جنود نيجريون وتشاديون محل القوات الفرنسية-المالية لتامين المدينة فيما توجه بعضهم مما كانوا متمركزون في النيجر الى الحدود المالية (100 كلم شمالا). و فيما تقدم رتل اخر فرنسي -مالي بعد سيطرته على ديابالي (غرب) نحو "ليري" "شمالا بهدف استعادة مدينة" تمبكتو" قصف الطيران الفرنسي مواقع للجماعات الارهابية في "كيدال" و هي ثان اهم بلدة يسيطر عليها الارهابيون منذ مارس الماضي وضواحيها وتم تدمير منزل زعيم جماعة أنصار الدين و معسكر تدريب حسب مصادر امنية و شهود. و في غضون ذلك قررت كل من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ايكواس) في اجتماعها الطارئ امس بابيدجان ومجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي في اديس ابابا زيادة عدد البعثة الافريقية في مالي /ميسما/ و الاسراع في نشرها شمال البلاد داعيين مجلس الامن الدولي على تقديم دعم لوجيستي "عاجل"لها. و كانت أول قوة لايكواس التي تضم حوالي 160 جنديا من بوركينا فاسو قد انتشرت الخميس الماضي ببلدة"ماركالا"وسط مالي لتنضم الى قوات فرنسا ومالي. ووصل حتى الآن 1750 جنديا من دول افريقيا المجاورة لمالي حيث تعتبر النيجر وتشاد الأكثر مساهمة بعدد الجنود حيث أرسلت كل منهما 550 جنديا. وتنوي ايكواس ارسال 4 الاف جندي وصل نحو 1000 منهم الى مالي. كما تعهدت تشاد الدولة الغير عضوة في ايكواس بارسال 2000 جندي. وستكون الازمة في مالي في صلب اشغال القمة ال20 الاتحاد الافريقي التي افتتحت اليوم في اديس ابابا بمشاركة الرئيس الحكمومة السيد عبد المالك سلال . و ستعكف القمة على تقييم تطورات الوضع في مالي و بحث "آفاق وضعيته" في اطار المساعي الافريقية لاعادة الوضع الى حالته الطبيعية. و في اطار دعم البعثة الدولية في مالي /ميسما/ و القوات الفرنسية في مالي اعلن الجيش الاميركى ان وزارة الدفاع واقفت على ان تقوم طائرات تموين اميركية بتزويد الطائرات الحربية الفرنسية المشاركة فى عملية مالى بالوقود اثناء طيرانها. ومن جهتها التزمت الأممالمتحدة سياسيا بحل الأزمة في مالي وقررت المشاركة ب "فاعلية "في مؤتمر المانحين المقرر عقده يوم الثلاثاء القادم حسبما أعلنه هيرف لادسو مساعد أمين عام الأممالمتحدة لعمليات حفظ السلام. تداعيات الوضع الامني تنذر بوضع انساني صعب و في ظل هذه التطورات المتلاحقة يبقى الوضع الانساني "صعب"في عدة مناطق في شمال مالي نظرا اشتداد المعارك منذ التدخل الفرنسي. وقالت المفوضة الاوروبية المكلفة بالمساعدات كريستالينا جورجيفا لدى عودتها من باماكو ان الوضه شمال مالي لم يؤد الى تدفق اللاجئين في الدول المجاورة لحد الان لكن الوضع الانساني صعب في مناطق بالشمال". و اعربت المسؤولة الاممية عن قلق المفوضية بشان"الصعوبات المتزايدة لتسليم المساعدات حسب شهادات المنظمات الانسانية العاملة "لان الجيش يطالب بتصاريح للتوجه الى الشمال و" مع الهجوم الجاري فان تسليم المساعدات ليست احد اولوياته" حسب قولها. و قدرت المحافظة السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة مؤخرا عدد اللاجئين الذين فروا من مالي ب150 الف لاجئ و 230 الف نازح داخل البلاد.