تبادل تجاري هام ومصلحة متبادلة في عديد القطاعات تعدُّ الصين شريكا مهما بالنسبة للجزائر، خاصة في المجال الاقتصادي والسياسي، والأمر نفسه بالنسبة لبكين التي تعتبر الجزائر دولة إقليمية كبيرة في شمال إفريقيا، ويترجم ذلك التطابق التام في عديد القضايا الدولية والإقليمية. تأتي زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إلى الصين، بعد قرابة شهر من زيارة ناجحة قادته إلى روسيا الفيدرالية، ووقّع إعلانها الرسمي من الرئيس تبون ونظيره بوتين، وأكدا على تطابق تام للرؤى بشأن مختلف القضايا. في هذا الصدد، يوضّح أستاذ العلوم السياسية، سمير حكيم، أن زيارة الرئيس تبون إلى الصين تحمل أكثر من دلالة سياسية، خاصة أن رئيس الجمهورية أشار مرات عديدة إلى أهمية العلاقة مع بكين، التي تعد صديقا مهمّا الجزائر على كافة الأصعدة. ويعتبر المتحدث، في اتصال هاتفي مع «الشعب»، الزيارة فرصة هامة بين الجزائروالصين لتعميق أكبر للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين ومساهمة أكبر في تعزيز التعاون الاقتصادي بالدرجة الأولى والتنسيق الأمني والتبادل الثقافي والتفعيل الدبلوماسي. ويضيف في السياق: «الجزائر ترى في الطرف الصيني شريكا استراتيجيا هاما، اعتمدت عليه في السنوات الماضية، باعتبارها أقامت معه شراكة استراتيجية كاملة سنة 2014، وستعتمد عليه بشكل أكبر في السنوات المقبلة». ويعتقد أستاذ العلوم السياسية، أن زيارة الدولة للرئيس تبون إلى الصين، ستعالج العديد من القضايا ذات الطابع الاقتصادي والسياسي والأمني، وتعطي حيزا مهما لملفات الصناعة ومشاريع السكن وتوسيع آفاق الاستثمار الصيني في مجال البناء والمنشآت العمرانية، إضافة إلى تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وملفات الطاقة بكل أنواعها. يقدر حجم المبادلات التجارية الجزائريةالصينية، بحوالي 9 ملايير دولار، مع حجم استثمارات صيني في الجزائر فاق 22 مليار دولار، وإنجاز عديد المشاريع الضخمة، على غرار بناء السكنات والطرق السريعة واستثمارات في قطاع المناجم وصل في الفوسفات بتبسة مثلا، إلى 7 ملايير دولار. ويلفت المتحدث إلى أن الجزائر، بالرؤية الجديدة، أضحى لها دور مهم في ملفات مختلفة، خاصة أنها تملك علاقات متميزة مع الدول الفاعلة في المعسكرين الشرقي على غرار روسياوالصين، والغربي على غرار الولاياتالمتحدة ودول أوروبية كثيرة.