جودة خدمة النقل أساس التنشيط السياحي.. وغلاء الخدمات عدوّ الجاذبية يرى رئيس المنظمة الجزائرية للسياحة ماهر حمور، أن الحركة السياحية الداخلية عرفت انتعاشا مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية، التي شهدت ركودا بسبب وباء كورونا، الأمر الذي دفع وزارة السياحة والصناعات التقليدية، إلى القيام بعدة مبادرات تساهم في انتعاش للسياحة الداخلية. قال التقني في السياحة ومدير وكالة سياحية ماهر حمور في تصريح ل«الشعب"، إن خطة الإنعاش السياحي الذي اعتمدتها وزارة السياحة منذ خمس سنوات، أتت بثمارها، بالرغم من وجود بعض النقائص التي أثرت على السياحة الداخلية في بلادنا، إلا أن الإقبال كان كبيرا خلال هذا الموسم بالنظر إلى العروض المغرية التي قدمتها مختلف الوكالات السياحية. وصرح المتحدث أن الجزائريين توافدوا على المنتج السياحي المحلي خلال فترة كورونا، إلا أن الطلبات زادت هذه السنة للتوجه لمختلف الوجهات، مشيرا أننا نعيش ذروة الانتعاش السياحي "سياحة داخلية وخارجية " وعلى مختلف مناطق البلاد. وأوضح المتحدث أن الوجهة الداخلية كانت غائبة لأسباب عديدة أبرزها غياب الترويج والتحضيرات المسبقة الخاصة بتطوير هذا النمط من السياحة، خاصة السياحة الساحلية التي تعتبر موردا مهما بالنظر إلى الإقبال الكبير للسياح المحليين أو حتى الجالية على السواحل الجزائرية. وأشار حمور إلى نقص المرافق مقارنة بمتطلبات السوق، والعدد الكبير للسياح المحليين والأجانب، إلا أنها لم تحل دون إقبال السياح على الشواطئ، رملية، صخرية ومحميات بحرية، مشيرا أن المقومات السياحية مشجعة تحتاج فقط إلى الترويج. وأضاف المتحدث أنه بالرغم من تأخر التحضيرات الخاصة بموسم الاصطياف، إلا أننا سجلنا إقبالا سياحيا مرتفعا على المناطق الداخلية والسياحية من طرف سياح من مختلف الفئات والمدن الجزائرية التي أبت إلا أن تستغل عطلتها في بلادها، وهذا رغم بعض التحفظات على أسعار الفنادق والشقق مقارنة بالدول الأخرى المجاورة. بخصوص مسألة الأسعار، أوضح مدير وكالة سياحية، أنها مرتفعة مقارنة ببعض الدول الأمر الذي أثر على السوق وجذب السياح، إلا أن الوكالات السياحية مجبرة على تقديم عروض مغرية لتحقيق جاذبية أكثر، هذا بالإضافة الى الثراء الطبيعي والثقافي الذي تمتاز به بلادنا ساعد على انتعاش هذا النمط من السياحة. من جهة أخرى، أشار إلى العراقيل التي تواجه السياحة في بلادنا رغم المؤهلات التي تتمتع بها، إلا أنها في المقابل تعاني نقص كبير في عدد المرافق والهياكل لاستقبال السياح سواء الأجانب أو المحليين، مما يستوجب وضع رؤية مستقبلية لتطوير القطاع والنهوض به أكثر. ولأجل تحقيق هذا المسعى، عملت المنظمة رفقة الفاعلين في القطاع على تقديم جملة من المقترحات لتحقيق تنمية سياحية مستدامة، أساسها إنشاء مدن سياحية ومركبات كبرى وجعل السياحة ضمن مخطط تنموي يسمح بفتح مجال الاستثمار للأجانب، وحتى الشركات الوطنية الاقتصادية التي هي غائبة عن الاستثمار في القطاع الفندقي. ولترقية الوجهة الجزائرية، وتشجيع السياح على السياحة الداخلية، يستوجب تدخل قطاع النقل لتسهيل تنقل السياح عبر مختلف الوسائل الطيران القطارات النقل الداخلي، أي تقديم خدمات نقل ذات جودة ونوعية لتنشيط وتنمية الحركة السياحية الداخلية، بشكل يجعلها تساهم في الاقتصاد الوطني. ودعت المنظمة الجزائرية للسياحة في الختام، الوزارة المعنية ومختلف الفاعلين في القطاع من منظمات وكالات سياحية وشركات خاصة، إلى الالتفاف حول مشروع ترقية المنتوج المحلي والوجهات الداخلية، وكذا الترويج للموروث الطبيعي والثقافي لبلادنا، من خلال تطوير السياحة الداخلية والنهوض بها أكثر، وهذا وفقا للمخطط التوجيهي آفاق 2030.