نفى السيد ألكسندر زولوتوف سفير روسيا بالجزائر أن تكون هناك حرب باردة بين الولاياتالمتحدة وبلاده بخصوص النزاعات الدولية المشتعلة في العالم،، مشيرا في هذا السياق الى أن هناك اختلافات في وجهات النظر فيما يتعلق بالقضايا السياسية والعسكرية التي تطفو الى السطح من حين لآخر.وصنف السفير الروسي هذه «المقاربة السياسية» في خانة السيرورة العادية للعلاقات الثنائية بين البلدين وليس هناك مايدعو الى وجود مثل هذه الحزازات عند الروس والامريكيين،، وكل مافي الأمر أن مايحدث تجاه حركية المواقف إزاء المستجدات في العالم،، يندرج في إطار تباعد أو إنعدام الرؤية الواحدة حيال الملفات المطروحة دوليا. وفي مقابل ذلك اعتبر السفير الروسي ألكسندر زولوتوف أن العلاقات الروسية،، الامريكية تتعزز باستمرار،، وتتطور باتجاه الاحسن، وان حجم التعاون الثنائي يتدعم من يوم لآخر بشكل مطرد،، وهذا لمصلحة البلدين، الحريصين على الحفاظ على هذه الوتيرة في مجال ترقية كل أنماط التعاون بين روسياوالولاياتالمتحدة. ونشير هنا الى أن السفير الروسي كان واضحا ودقيقا في تحليله للسياسة الخارجية الروسية، وهذا عندما شدد على طابعها الخصوصي المتمثل في مراعاة روح المواثيق الأممية المترجمة للشرعية الدولية وهذا ما أثاره في قضايا ليبيا وسوريا ومالي،، أي إحترام القرارات الصادرة عن الأممالمتحدة فيما يتعلق بتسوية الأزمات السياسية والعسكرية القائمة. وهذا الإطار لابد من القول، أنه منذ سقوط أو إنهيار جدار برلين، وماتبعه من شطب علني ورسمي لما يسمى بسياسة الحرب الباردة والتعايش السلمي،، سار العالم بأحادية القطب تزعمتها الولاياتالمتحدةالامريكية ومجموعة من الدول الغربية، وهذا لسنوات طويلة جدا،، بينما كان هذا البلد بصدد تركيب أحوال بيته وتحديد اولوياته للمواجهة القادمة، وبالرغم من تفكيك ما كان يسمى بالاتحاد السوفياتي الى «دول» قائمة بذاتها، فإن اليوم هناك حقيقة تسمى روسيا التي تملك احترام القانون والشرعية الدولية، وهذا مايحدث في الوقت الراهن. وضمنيا فإن التحول الذي طرأ على العلاقات الدولية هو تلك العودة القوية لروسيا من أجل إرجاع الأمور الى نصابها،، والاوضاع الى مجراها الطبيعي قصد إزالة كل أشكال التفاوتات في مجال صناعة القرار الدولي،، وعدم ابقائه في يد مجموعة من البلدان فقط. وخير دليل على ذلك هو أن الولاياتالمتحدة ومن يدور في فلكها لم يستطيعوا حتى الآن تمرير خيارتهم في مجلس الأمن تجاه سوريا،، وكل ماحدث في ليبيا لن يتكرر،، كل هذا أدى بالدول الاخرى الى التفكير في حلول ثانية منها السير في طريق تشجيع الحوار الداخلي في سوريا بالرغم من انه ليس سهلا أبدا. ومايحدث اليوم في العالم،، لاينضوي تحت حسابات البعض دون البعض الآخر، بل ان كل مسعى باتجاه وضع معين يتطلب استشارة روسيا فيه لقول كلمتها والتعبير عن موقفها حتى لايكون الحل أحادي الجانب،، ويشعر الغرب اليوم بقوة الوجود الروسي على الصعيد العالمي،، وهذا يعني ان هناك صياغة جديدة للعلاقات الدولية تحرج كثيرا تلك البلدان.