أكبر مأساة عاشها سكان سكيكدة بعد أحداث هجمات الشمال القسنطيني، التي فكّت الحصار على الولاية الأولى التاريخية، وكانت المنعرج الحاسم في الثورة التحريرية، هي قيام المستدمر بجمع عدد كبير من الرجال بالملعب البلدي لمدينة سكيكدة يقدر ب1500 جزائري، تمّ قتلهم ودفنهم جماعيا في خنادق حفرت بواسطة جرافة. فهذه الجرافة التي ما تزال موجودة بمدخل ملعب 20 أوت 1955، لتشهد عن وحشية وهمجية رد الفعل الانتقامي الجماعي لقوات الاحتلال التي قتلت آلاف الجزائريين وأحرقت قرى بكاملها، حسب شهادات من عايشوا الاحداث من مجاهدين ومواطنين عزل. فحسب الدكتور توفيق صالحي، أستاذ التاريخ بجامعة 20 أوت بسكيكدة، فإن مئات الرجال والشباب الذين تمّ تجميعهم بالملعب البلدي لسكيكدة قتلوا بكل وحشية رميا بالرصاص بحجة المسؤولية الجماعية على هجمات 20 أوت 1955، قبل أن تجمع جثثهم بالجرافة ودفنهم جماعيا، وحسب شهادة المجاهد والسفير السابق رابح مشحود "فإن الذي كان يقود هذه الجرافة شخص من بلدية أمجاز الدشيش جلب قصرا لقيادتها ومن هول المنظر وبشاعة المجازر فقد عقله". وأوضح صالحي بأن "هذه الجرافة التي هي من صنع أمريكي، إذ يعود تاريخ صنعها إلى الحرب العالمية الثانية، كانت تستعمل في الأعمال الفلاحية بمدرسة التكوين في الفلاحة بفليب فيل سابقا وتم استخدامها في تلك الأحداث لحفر خنادق جماعية لدفن الجزائريين". وتبقى هذه الجرافة كتراث تاريخي يذكر الأجيال القادمة ما عناه الشعب الجزائري من ويلات الاستعمار، وتذكرهم ببسالة رجال ونساء سكيكدة يوم انطلاق الهجمات في منتصف النهار وهي رسالة قوية إلى الاستعمار بقوة جيش التحرير، حيث كان رد القوات الفرنسية على هجومات 20 أوت 1955، بشكل وحشي، حيث في المساء من يوم الهجوم المظفر، على الساعة 18:00 مساء أعلنت القوات الفرنسية عن بداية اعتقال المواطنين واقتيد في بداية الأمر أكثر من ألف سكيكدي مدني إلى ملعب كرة الطائرة بوسط المدينة، ونهار الأحد 21 أوت 1955، قام رئيس بلدية سكيكدة وهو "كروفو" بمتابعة عملية الفرز والتجميع التي انتهت بمجزرة كبيرة، وكانت ترمي جثث شهداء الجزائر والمعذبين بخنادق حفرها الاستعمار بالجرافة بملعب "20 أوت 55 حاليا" ودفنوا جماعيا اكثر من 12 الف مواطن وأصبح الملعب عبارة عن مقبرة.