توصلت فرقة الأحداث للدرك الوطني بالبليدة المؤسسة في جوان 2012،من خلال دراسة ميدانية تناولت موضوع ''ظاهرة التسرب المدرسي''، إلى أن التلميذ أصبح محاطا بجملة من المؤثرات السلبية تحفزّه وتساعده بشكل كبير على ترك الدراسة، بدل التمسك بأمل النجاح في مشواره الدراسي، وبينت الدراسة أيضا، أن محيط التلميذ التربوي والأسري وغياب الحوار وأحيانا انعدام التنسيق بين المؤسسة التربوية والعائلة، هي عوامل كافية للقذف به بين أحضان عالم يفقد فيه صحته وعقله، ما يجعله يشعر بالغربة عن الوطن ولعلّه السبب المباشر إلى ''الحرقة''. جاءت الدراسة في إطار حملة تحسيسية للأسرة التربوية وأولياء التلاميذ حول خطر الظاهرة، وخلصت إلى أن من بين الأسباب الدافعة إلى الابتعاد عن محيط المدرسة، عدم المتابعة الدقيقة لبعض المستشارين التربويين لواقع التلميذ، وضعف إعداد بعض المرشدين، كما أن صعوبة أسئلة الامتحانات وتحقيق نتائج سلبية تؤدي لا محالة إلى الرسوب ومن ثمة ترك المؤسسة التربوية نتيجة الفشل. وتوصلت الدراسة إلى أن متابعة الأولياء لأبنائهم خلال مشوارهم الدراسي تضاءلت مقارنة بالسنوات الماضية، والمؤسسة التربوية لم تعد تنسق مع الأسرة، كما أن غياب الاتصال والحوار بين الأبناء والأولياء خلق عقد نفسية للتلميذ، ما نتج عنه كراهية الاستمرار في الدراسة عند الطفل. ما أدى حسب الدراسة إلى احتقار التلميذ لوالديه واستصغاره لمؤسسته التعليمية، خصوصا إذا عجز والده أو معلمه عن الإجابة عن سؤاله، بينما يجد ضالته في الشبكة العنكبوتية، وغالبا ما تكون المعلومة المستقاة خاطئة، دون أن ننسى هنا خطورة المحطات الفضائية في أحيان كثيرة التي تبت فيه سمومها وتزرع فيه قيما بعيدة عن تلك التي تميز المجتمع وتقدم له نماذج خاطئة عن الأخلاق والمبادئ. وتوصلت الدراسة، أن كل ذلك يؤدي بالتلميذ الى وقوعه ضحية ''تشتت فكري'' وأرجعت نقص التركيز لديه إلى التفكك الأسرى وزواج الأب مرة ثانية أو أكثر، ما يحرمه في الغالب الرعاية والاهتمام ويعيش تمييزا بينه وبين أشقائه من الوالد، أما النتيجة الأسوأ في كل هذا، حسب الدراسة تتمثل في وقوع التلميذ ضحية قلق دائم وعجز و تزاحم مزعج في الأفكار يصبح عنيفا ومتهورا ومنطوي على نفسه، وهي الآثار التي أصبحت تهدد حياة التلميذ وتستوجب حسب الدراسة علاجها بحكمة ووعي.