نظمت مديرية المصالح الفلاحية لولاية البليدة، بالتعاون مع تعاونية البقول الجافة للعفرون، أمس، يوما دراسيا حول الماء، احتفالا باليوم العالمي للتغذية بشعار "المياه هي الحياة، المياه هي الغذاء، لا تتركوا أي أحد خلف الركب". جرى اليوم الدراسي بقاعة المؤتمرات في جامعة البليدة-1، بإلقاء محاضرات من قبل أساتذة باحثين، حيث تم التطرق إلى سبل الحفاظ على الثروة المائية التي تراجع منسوبها بفعل الجفاف. صرح رئيس الجامعة المنُظمة للتظاهرة، قائلا: "نظرا لنقص كمية المياه أصبح لزاما علينا أن نفكر كيف نواجه نقص المياه في المستقبل، خاصة مع تزايد عدد السكان. ويجب علينا ترشيد استعمال المياه المتاحة، كما أن تحقيق الأمن الغذائي يستلزم تحقق الأمن المائي". وتابع بالقول: "هذا الترشيد الذي نرغب فيه وجب أن يمر عبر بحوث، ويجب على الجامعة أن تدخل على الخط من خلال إنجاز بحوث تسمح لنا بترشيد استعمال المياه، سواء الموجهة للاستهلاك المنزلي اليومي للمواطنين أو الموجهة للنشاط الفلاحي". وتم التطرق لبحثين مهمين خلال اليوم الدراسي، الأول عرضه البروفيسور علي عوابد، الذي نجح في تجربة عملية صنع سماد طبيعي من الفطريات بشراكة مع جامعة من كندا، وتساعد هذه الأسمدة الطبيعية النباتات على مقاومة الجفاف. وبعدما أعطى استعمال هذه الأسمدة تجارب ناجحة من قبل فلاحين برفع مردودية الإنتاج، بحسب صاحب البحث، الذي بدأ منذ أربع سنوات، ستسمح باقتصاد المياه المخصصة للسقي الفلاحي، زيادة على كونها طبيعية خالصة وصديقة للبيئة. وثمن بزينة هذا المشروع البحثي، كونه يعتمد على مواد أولية موجودة في الجزائر، وبالتالي يُجنب الفلاحين صرف العملة الصعبة عند استيراد مواد أولية، كما يجنبهم استعمال الأسمدة الكيماوية التي تكون لها تأثيرات على البيئة واستعمالها المفرط يضر بالمياه الجوفية، بحسب تعبيره. وتمثل البحث الثاني، الذي عرضه البروفيسور اسماعيل مقاتلي، عميد كلية العلوم الطبيعية بجامعة البليدة-1، في أهمية معالجة المياه المستعملة التي تخلفها المصانع، والذي سيعود بالفائدة على البيئة لتفادي ظاهرة التلوث، واستعمال جزء من هذه المياه المعالجة في السقي الفلاحي. بدوره صرح مدير المصالح الفلاحية: "هذا العام نتجه للاقتصاد في المياه عن طريق استعمال آلات مقتصدة للمياه، ونستعمل بذورا مقاومة للجفاف ونستعمل أيضا مياه السدود، التي رغم أنها انخفضت لكن لدينا برنامجا مع مديرية السدود للقيام بالسقي التكميلي. أما بخصوص الأنقاب المائية، فمنحنا رخصا للفلاحين لزيادة عمق الأنقاب بعد أن قلّ منسوبها بفعل الجفاف". وتابع بالقول: "هناك أيضا دراسة كي تقوم محطة تصفية المياه الواقعة في بلدية بن شعبان بسقي ثلاثة آلاف هكتار. مع العلم أن المياه المعالجة في هذه المحطة صالحة، لكن القوانين الحالية تسمح فقط باستعمالها لسقي الأشجار المثمرة والحوامض وليس الحبوب".