موقف الجزائر كان صريحا مناصرا للقضية الفلسطينية ثمنت الباحثة والناشطة نصيرة يحياوي، موقف الجزائر الثابت من القضية الفلسطينية العادلة ودعمها السياسي والإنساني في المحافل الدولية، وتخندقها الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض في هذه الأيام إلى إبادة جماعية على يد العدو الصهيوني. واعتبرت "أن كلمة وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بمجلس الأمن، أظهرت ثبات المواقف الجزائرية من خلال تنديدها بسياسة الكيل بمكيالين من قبل الهيئات والمنظمات الدولية واستمرار سياسة اللاعقاب ضد الانتهاكات الإنسانية. أكدت الباحثة نصيرة يحياوي، في قراءتها لكلمة وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، حول القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الغاشم على غزة أن "الخطاب جاء صريحا ومعبرا فعلا عن مواقف الجزائر الثابتة تجاه القضايا الإنسانية العادلة في العالم، وعلى رأسها قضية فلسطين التي أدخلت الهيئات الدولية المختلفة في محك حقيقي، بسبب فظاعة الجرائم المرتكبة في حق الأبرياء من سكان غزة، مقابل استمرار الصمت الدولي ومحاولة المساواة بين الضحية والجلاد، والتهرب من المسؤولية التاريخية المنتظرة من طرف المنظمات الدولية والحقوقية على رأسها مجلس الأمن؛ لإنصاف الشعب الفلسطيني واتخاذ إجراءات وقرارات رادعة لوقف العدوان". وأكدت محدثتنا في تحليلها للموقف الجزائري القوي والصريح، وباقي المواقف المتباينة من طرف المجموعة الدولية، أن "الجزائر تتزعم محورا مشكلا من عدة دول تدافع دائما عن القضايا الإنسانية وتنادي بتطبيق مبادئ هيئة الأممالمتحدة القاضي بحق الشعوب في الحرية والاستقلال، وحق الحماية من كل أشكال الاضطهاد، كمثل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، مع المطالبة بتطبيق اللوائح والقرارات الأممية المتخذة ضد الكيان الصهيوني منذ سنة 1948 وعددها 87 قرار إدانة، مثلما أبرز عطاف، مقابل محاور أخرى مساندة للكيان الصهيوني أطلقت له العنان لممارسة مختلف الاعتداءات مع توفير الحماية، وهي في معظمها من الدول الكبرى المتحكمة في القرار الدولي، وثالثة تقف في النصف والاكتفاء ببيانات الشجب والتهدئة بين الطرفين. وفي ردّها على مدى قوة التأثير في القرار الدولي من قبل دول المحور المدافع والمتضامن مع حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والضغط على الهيئات الدولية للتدخل من أجل حماية المضطهدين في غزة، أعطت الباحثة يحياوي مقارنة ما بين ما يحدث اليوم من جرائم في غزة وما اقترفه المستعمر الفرنسي بالجزائر، وقالت إن "دخول القضية الجزائرية لأول مرة أروقة الأممالمتحدة، كان تحت ضغط ثورة الداخل ومواقف الشعوب وبعض الدول المساندة للقضية، فرغم قلة الأصوات وضعف تأثيرها، مقارنة مع مواقف الدول الكبرى حليفة فرنسا، إلا أن قوة الحق والمدافعين عنه قد أوصل صوت الشعب الجزائري إلى العالم، وكذلك تحاول مجموعة الجزائر اليوم إيصال رسالة فلسطين". واعتبرت المتحدثة، بالمناسبة، أن "مجازر العدو الصهيوني ضد أبناء غزة ترقى إلى مصاف جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يعاقب عليها القانون الدولي، ومختلف الهيئات الحقوقية الأخرى كمحكمة العدل الدولية. وعليه، فإن الجزائر وباقي الدول الحليفة المساندة لحق الشعوب في الحرية، تسعى دائما إلى تفعيل آليات العمل ومواثيق هذه المنظمات الحقوقية من أجل إصدار بيان إدانة ضد الكيان الصهيوني.