تحريك التنمية وتجسيد القرارات الوزارية قدمت الباحثة والخبيرة الاقتصادية نصيرة يحياوي، عدة قراءات لزيارة رئيس الجمهورية إلى ولاية الجلفة، أهمها البعد الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة التي تعتبر حيوية وهمزة وصل رئيسية بين الشمال والجنوب، مشيرة في هذا الخصوص "إضافة الى الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية المستقبلية لسكان المنطقة، تعتبر الزيارة محطة أخرى في مجال المتابعة الميدانية لمدى تجسيد مختلف قرارات مجلس الوزراء، وأيضا تحسيس الجماعات المحلية بأهمية دورها ومكانتها في توجهات الحكومة الرامية إلى تفعيل قطاع الاستثمار المحلي في إطار التنمية الشاملة. ثمّنت أستاذة الاقتصاد والباحثة نصيرة يحياوي، زيارة رئيس الجمهورية إلى ولاية الجلفة ولقاءه بالسلطات المحلية وفعاليات المجتمع المدني والمتعاملين الاقتصاديين للمنطقة، معتبرة مثل هذه الزيارات الميدانية "تحمل أهمية كبيرة وبإمكانها المساهمة في تحريك وتيرة التنمية المحلية بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية التي يتطلع إليها المواطن، والعمل على تشجيع وتثمين عمل ودور الجماعات المحلية التي تعتبر النواة الأساسية والمنطلق لكل البرامج التنموية والمشاريع ذات الطابع الاقتصادي والاستثماري، بالأخص في مجال مرافقة المؤسسات الناشئة والصغيرة والمتوسطة للحصول على فرص استثمارية محفزة وتوفير العقار الصناعي، ناهيك عن الدور الإداري وأهمية تحسين نوعية الخدمة العمومية التي يقوم بها هذا المرفق القاعدي". وأشارت أيضا، أن "الزيارة ستعطي ثقة أكبر للجماعات المحلية وحتى تحسيسهم بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم للمساهمة في تجسيد برنامج عمل الحكومة على أرض الواقع، بما ينعكس إيجابا على حياة المواطن، وكذلك تعتبر فرصة للسلطات المحلية على مستوى البلديات وكل الفاعلين في المجال الاقتصادي، خصوصا الفلاحين والمنتجين لطرح الانشغالات التي تعترض تنفيذ المشاريع الاستثمارية وتطويرها، بما يساهم في ترقية الإنتاج الوطني، في ظل الرهانات الاقتصادية الصعبة التي يعرفها العالم بسبب الكثير من الأزمات والانعكاسات البيئية جراء التقلبات المناخية". كما اعتبرت الأستاذة يحياوي في سياق كلامها، "أن زيارة رئيس الجمهورية إلى ولاية الجلفة وبقدر ما حققت من مكاسب هامة لسكان المنطقة، كتدشين مركز مكافحة السرطان وملحقة كلية الطب، التي ستساهم مستقبلا في ترقية الخدمات الصحية وتوفير الإطار الطبي المتخصص، كان للزيارة امتداد للولايات المجاورة وبعد استراتيجي واقتصادي مستقبلا من خلال محاولة ربط ولايات الشمال بالجنوب، مرورا بالولايات الداخلية، بفضل المشاريع الهامة، منها تدشين خط السكة الحديدية الذي يربط ولايات المدية، الجلفة والأغواط وكذا الطريق شمال- جنوب العابر للصحراء نحو العمق الإفريقي للجزائر. وأكدت المتحدثة أيضا، "أن قرار إعادة تفعيل وإنعاش مشروع السد الأخضر، الذي كان رائدا خلال سبعينيات القرن الماضي، يدخل في إطار هذه الاستراتيجية ذات الأبعاد المستقبلية، باعتباره من المشاريع الحيوية والمستدامة للجزائر، بالنظر الى أهميته الاقتصادية والفلاحية ودوره مستقبلا في حماية الأراضي الزراعية، بما يساهم في تنمية المنتوج الوطني وتحقيق الأمن الغذائي المنشود، وبالتالي من المفيد إعادة إحياء مثل هذه الاستثمارات الهامة بتقنيات حديثة وتصورات جديدة ضمن إطار مخطط التنمية الشاملة والمتوازنة لمناطق وولايات الوطن". وعن مكانة الزيارة وأهميتها بالنسبة للمواطن وكل فعاليات المجتمع المدني والفئات المنتجة، بالأخص فئة الفلاحين التي تمثل قوة إنتاجية واقتصادية هامة بولاية الجلفة، وصفت أستاذة العلوم الاقتصادية بجامعة بومرداس مثل هذه الزيارات واللقاءات المباشرة بين المواطنين ورئيس الجمهورية بالضرورية في هذا الوقت، الذي يحتاج فيه المواطن الجزائري الى حماية اجتماعية واقتصادية وتعطيه فرصة للحديث ورفع الانشغالات ونفس الأمر بالنسبة للمستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين وحتى الموالين الذين رفعوا صوتهم ومقترحاتهم لتوفير مزيد من المرافقة والدعم لترقية الإنتاج والحفاظ على الثروة الحيوانية. وعليه، نأمل أن تعمم مثل هذه الزيارات الميدانية إلى باقي ولايات الوطن بهدف المساهمة في تجسيد القرارات الوزارية لدعم مسار التنمية المحلية بالمناطق الداخلية.