في وقت تستمر فيه الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في محاور ومناطق عدة بالقطاع خاصة في الشمال، وفي وقت تتعالى الأصوات من كلّ أصقاع العالم لوقف المذبحة، يتكدّس مئات الآلاف من النازحين ن جنوبغزة في ظروف كارثية. يتكدّس مئات آلاف النازحين في جنوب القطاع المحاصر في ظروف كارثية، وتنضم إليهم يوميا حشود من الذين يفرون سيرا على الأقدام، لا يحملون سوى حقائب صغيرة، وفي أكثر الأحيان يكتفون بالنجاة بأنفسهم تحت رايات بيضاء اقتطعوها من هذا المكان أو ذاك. وفي حديثها للصحافة، قالت أم علاء الهجين، التي لجأت إلى مستشفى النصر في خان يونس بعدما مشت أياما: "ليس لدينا ماء ولا حمامات ولا مخابز، نحصل على كسرة خبز كل ثلاثة أو أربعة أيام وعلينا الوقوف ساعات في الطابور". وبلغ عدد النازحين في قطاع غزة 1.6 مليون شخص من إجمالي 2.4 مليون ساكن، حسب الأممالمتحدة. وفي الشمال حيث لا يزال مئات الآلاف عالقين وسط المعارك، حذرت المنظمة الأممية من أن "نقص الطعام يثير قلقا متزايدا"، بينما تعاني المستشفيات التي لم تغلق أبوابها، نقصا في الأدوية والوقود لتشغيل المولّدات. وأعلنت دولة الاحتلال خفض حصيلة ضحايا الهجوم الذي شنّته حماس على أراضيها في 7 أكتوبر الماضي، من 1400 إلى 1200 قتيل، وأوضحت أنّ "هذه الحصيلة ليست نهائيّة". هذا، ويواصل جيش الاحتلال غاراته العنيفة على قطاع غزة؛ ما يخلَّف مزيدا من الشهداء والمصابين، ويستهدف القصف المستشفيات ومنازل المواطنين والمساجد والمدارس في مناطق متفرقة . قمّة طارئة.. من ناحية ثانية، احتضنت العاصمة السعودية، أمس، قمة عربية وإسلامية بعدما أعلنت دمج القمتين الطارئتين، ليُصار إلى عقدهما كقمة واحدة. وجاءت القمة في اليوم 36 للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، وعلى وقع توسيع الاحتلال ضرباته مستهدفاً المستشفيات، فيما سقط آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، منذ السابع من أكتوبر الماضي. وبالمنسبة، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن الوقت حان لفعل شيء حيال الصراع في غزة بدلا من الكلام، وأضاف "غزة ليست ساحة للكلمات، يجب أن تكون ساحة للفعل"، وتابع "اليوم، وحدة الدول الإسلامية مهمة للغاية". وذكر رئيسي أن "آلية الحرب في غزة في أيدي أمريكا التي تمنع وقف إطلاق النار في غزة وتوسّع نطاق الحرب، ينبغي أن يرى العالم الوجه الحقيقي لأمريكا". نتنياهو غاضب من ماكرون في شأن دي صلة، يبدو أنّ تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أدان فيها قتل النساء والأطفال في غزة، أثارت حفيظة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، إذ لم تمض ساعات على انتقادات الرئيس الفرنسي، حتى جاء رد نتنياهو، فقد اعتبر رئيس الوزراء الصهيوني أن المسؤولية عن مصير سكان غزة يقع على عاتق حماس فقط وليس كيانه الغاص. وكان ماكرون حضّ في مقابلة مع "بي بي سي" بثت مساء الجمعة "دولة الاحتلال الصهيوني على وقف القصف الذي يقتل المدنيين"، وقال "ثمة مدنيّون يُقصفون، هؤلاء الأطفال، هؤلاء النساء، هؤلاء الكبار في السن يتعرضون للقصف والقتل، ولا يوجد أي مبرر ولا أي شرعية لذلك. لذا نحض الاحتلال على التوقف". كما شدّد على أنه "لا يوجد حل آخر سوى هدنة إنسانية أولا" للتحرك نحو "وقف لإطلاق النار يتيح حماية جميع المدنيين"، وقال "يستحيل شرح أنّنا نريد مكافحة الإرهاب من خلال قتل أبرياء".