تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا، يظهر عددا من الصحفيين وقد تجمعوا في خيمة الاعلاميين بمجمع ناصر الطبي في خانيونسوهم ينشدون "سوف نبقى هنا". ارتفع عدد الصحفيين الذين استشهدوا منذ بدء العدوان على قطاع غزة إلى 73 شهيدا، ما يعني أن صحافيا على الأقل يستشهد كلّ يوم من يوميات الحرب اللعينة. وبهذا الرّقم المرعب، تخطى عدد الشهداء الصحافيين جراء الهجمات الصهيونية على قطاع غزة في أقل من شهرين، حصيلة القتلى من الاعلاميين خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945) التي راح ضحيتها عشرات الملايين وتوصف بالحرب الأكثر دموية في التاريخ الحديث. وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود "أعلنت، في مطلع نوفمبر المنصرم، تقدمها بطلب لدى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الحرب المرتكبة ضد الصحافيين خلال العدوان الصهيوني في فلسطين. ويفوق عدد الصحافيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال الصهيونية في قطاع غزة خلال شهرين تقريبا، عدد الإعلاميين الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية (1939-1945) وحرب فيتنام (1955-1975) والحرب الكورية (1950-1953). ووفقا لمؤسسة "منتدى الحرية"، مقرها واشنطن وتدافع عن حرية الصحافة، فقد 69 صحافيا حياتهم خلال 6 سنوات خلال الحرب العالمية الثانية التي أودت بحياة عشرات الملايين من البشر والمعروفة بأنها الحرب الأكثر دموية شهدها العالم الحديث. كما فقد 63 صحافيا حياتهم في الحرب خلال الاحتلال الأمريكي لفيتنام، الذي استمر قرابة 20 عاما، كما فقد 17 صحافياً حياتهم في الحرب الكورية التي استمرت 3 سنوات، وفق "منتدى الحرية". واتجهت قوات الاحتلال إلى استهداف الصحافيين مع بدء هجماتها على قطاع غزة في 7 أكتوبر، كما تعرض الصحافيون لحالات كالاعتقال والرقابة وقتل أفراد عائلاتهم خلال الفترة نفسها. على صعيد متصل، أعلن اتحاد الصحافيين الفلسطينيين، في بيان يوم 28 نوفمبرالماضي، عن اعتقال 41 صحافيا منذ 7 أكتوبر، ولم يطلق سراح سوى 12 منهم لاحقا بعد فترات اعتقال مختلفة. وبحسب الاتحاد، فإن 44 صحافيا فلسطينيا يقبعون في سجون الاحتلال. جائزة من صحافي أمريكي في الأثناء، أهدى الصحفي والمحلل السياسي الأمريكي جاكسون هينكل، جائزة الصحافة الدولية في مكسيكو سيتي إلى عشرات الشهداء الصحفيين الذين ارتقوا في عدوان الاحتلال على قطاع غزة. ويعرف عن الصحفي الأمريكي، تضامنه مع الشعب الفلسطيني ضد العدوان الوحشي على قطاع غزة، حيث ينتقد الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال ضد الغزيين أمام أنظار العالم لتهجيرهم قسريا من أرضهم.