يعقد الليبيون آمالا كبيرة على "المؤتمر الوطني الجامع للمصالحة الوطنية" المزمع عقده بمدينة سرت في 28 أفريل المقبل، رغم أن الانقسامات السياسية بين أطراف النزاع على حالها، وهو ما يعيد طرح السؤال حول مدى قدرة هذا المؤتمر على فتح باب المصالحة بين الليبيين. قال عضو المجلس الرئاسي، مسؤول ملف المصالحة الوطنية، عبد الله اللافي، إن ملف المصالحة الوطنية تعترضه بعض العقبات أهمها فقدان الثقة بين الأطراف السياسية، واعتبر أن السبيل الوحيد لاسترجاع تلك الثقة هو ضرورة الذهاب إلى الملتقى الجامع للمصالحة الوطنية المقرر عقده شهر أفريل، شريطة ألا تضع تلك الأطراف شروطا مبدئية، وطلب منها أن تعرض تلك الشروط خلال الملتقى لتتم مناقشتها واتخاذ قرارات بشأنها، لأنه ليس من صلاحية أي هيئة قائمة الآن الموافقة على أي مقترح أو رفضه. وأكد اللافي أنه وفي قمة "كونغو برازافيل" التي عقدت قبل أيام، شددت الاطراف الدولية والداخلية على دعم مخرجات القمة وأكدت على ضرورة المضي من أجل إنجاح مؤتمر المصالحة، الذي من شأنه أن يعيد الثقة، والسبب في ذلك أن كل الأطراف الداخلية تجمع على أن الانتخابات هي الحل، ما يضمن مشاركة الكل في العملية السياسية دون الخوف من الانقسام أو الإقصاء. وأوضح أن العراقيل التي تعترض ملف المصالحة الوطنية هي وضع مطالب واشتراط تحقيقها قبل انعقاد المؤتمر، ومن تلك المطالب، الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وهو ملف أقر المجلس الرئاسي أنه من أولوياته النظر في كل ملفاتهم، إلى جانب أسر الضحايا التي تطالب بكشف الحقيقة، وهو أيضا من الأولويات، لكن هذه المطالب يجب أن تناقش في المؤتمر الجامع، بحسب مسؤول ملف المصالحة الوطنية. وعن فرص نجاح مؤتمر المصالحة الوطنية قال، عبد الله اللافي، إن مطلب الليبيين وبعد 12 سنة من الازمة، وكل تلك اللقاءات والمؤتمرات الدولية، هو إجراء انتخابات، وهو هدف لم تتمكن تلك اللقاءات من بلوغه، ويعتبر من أولويات المؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية المقرر في مدينة سيرت الليبية، يجمع أكبر عدد من الأطراف السياسية الممثلة للشعب الليبي من أجل الخروج بتوصيات تنفيذية وتشريعية وميثاق وطني تحدد فيه الثواب والمبادئ الأساسية التي يجب على كل طرف الالتزام بها. من جهته أكد عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، علي السويح، أن بعض الدول تعرقل إجراء انتخابات في البلاد "لأنها لا تضمن تنصيب أشخاص موالين لها". وكان البيان الختامي لاجتماع اللجنة في الكونغو برازافيل قد دعا جميع أصحاب المصلحة الليبيين إلى "تبني جهود المصالحة بشكل كامل، بطريقة شاملة وبناءة". كما دعا "جميع الأطراف الخارجية" إلى "التوقف والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا"، ورأى أن ذلك "يقوض المصالح الأساسية للشعب الليبي وتطلعاته المشروعة".