يتمادى الوجع الفلسطيني المفتوح منذ أكتوبر الماضي ليعيش الغزاويون في ثلاثية يومية: قصف وجوع وتهجير، مع ارتفاع عداد الشّهداء والتهديدات، فيما تتعثّر جهود التهدئة وتتبخّر دعوات وقف القتال التي تصطدم بموقف أمريكي منحاز للكيان الصهيوني يجهض كل مشروع يطرح أمام مجلس الأمن الدولي لوقف الإبادة التي خلّفت أزمة إنسانية مريعة في قطاع غزة. في اليوم 136 للحرب الصهيونية على غزة، تواصل قصف قوات الاحتلال لمناطق عديدة في القطاع، وعلى رأسها رفح وخان يونس جنوبي القطاع ودير البلح ومخيم النصيرات وسطه، في حين تستمر حملات الاعتقال واقتحام المدن في مختلف محافظاتالضفة الغربية. وأفادت مصادر إعلامية أمس، بارتقاء 7 شهداء وعدد من الجرحى جراء قصف طائرات الاحتلال الصهيوني منزلاً في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.وقالت المصادر، إنّ 3 شهداء ارتقوا أيضاً من جراء قصف منزل في منطقة الزوايدة في المحافظة الوسطى من القطاع. كما قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الغربية والجنوبية لخان يونس، والأحزمة النارية المرعبة تواصلت لا انقطاع في مناطق متفرقة من القطاع. كذلك، استشهد عدد من المواطنين وأصيب العشرات، إثر قصف الاحتلال لمنزل في دير البلح وسط قطاع غزة. وأوضحت مصادر طبية، أن عدداً من المواطنين استشهدوا بينهم نساء إثر قصف طائرات الاحتلال الحربية شقة سكنية في مدينة دير البلح وسط القطاع. كما قصف الطيران الحربي الصهيوني مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدّى لإصابة العشرات. وفجر أمس، قصفت مدفعية الاحتلال، شرق مدينة رفح التي تعجّ بالنازحين، وأطلقت الزوارق الحربية الصهيونية النار على ساحل المدينة رفح. بدورها، قالت وسائل إعلام فلسطينية إنّ قصفاً صهيونياً استهدف منزلاً يأوي نازحين في خربة العدس شمالي مدينة رفح، ما أدّى إلى ارتقاء 6 شهداء بينهم طفلان وامرأة. وتواصل قوات الاحتلال، عدوانها على قطاع غزة براً وبحراً وجواً منذ أكتوبر الماضي.وفي حصيلة مفتوحة، تجاوز عدد الشهداء إلى 29 ألف غالبيتهم من النساء والأطفال، والجرحى إلى 69 ألف. اغتيالات بالشّمال من ناحية ثانية، تداولت الأنباء شروع الكيان الصهيوني منذ أسبوع في انتهاج سياسة الاغتيالات المركّزة في شمال قطاع غزة ومدينة غزة، بعد الانسحاب الثاني من هناك، إيذاناً ببدء المرحلة الثالثة التي تقوم على ضربات مستهدفة بدل الاجتياحات والقصف الموسّع. وبخلاف ما يجري في جنوب القطاع من عملية برية واسعة يرافقها قصف موسع ومتواصل، وهي مرحلة اختبرتها قوات الاحتلال في شمال القطاع في السابق، فإن القوات الصهيونية تقوم الآن في الشمال ومدينة غزة باختبار مرحلة الغارات الموجهة والمركزة التي تستهدف في غالبيتها منازل أو مركبات يستقلها مقاومون في الفصائل الفلسطينية. وبهذا تكون قوات الاحتلال، حسب الأنباء، قد بدأت فعلياً المرحلة الثالثة من الحرب في شمال غزةوالمدينة وهي مرحلة تركز على اغتيال مطلوب مع كل قصف، وليس قصف بنايات ومنازل وطرقات وأنفاق. مستشفى "ناصر" خارج الخدمة في الأثناء، قال مدير "منظمة الصحة العالمية" تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس، إنّ "مجمع ناصر الطبي" في خان يونس بقطاع غزة، بات خارج الخدمة، بعد حصاره على مدى أسبوع ثم اقتحامه، مؤكداً أن هناك مرضى يحتاجون للنقل العاجل إلى منشآت طبية أخرى. وقال غيبريسوس، بحسابه على منصة "إكس": "لم يُسمح لفريقنا بدخول المستشفى لتقييم حالات المرضى والاحتياجات الطبية المُلحة". وأضاف: "هناك نحو 200 مريض لا يزالون في مستشفى (ناصر) بغزة، منهم 20 على الأقل يحتاجون لنقلهم بشكل عاجل لمستشفيات أخرى". وحذَّر مدير "منظمة الصحة العالمية"، من أن أي تأخر في نقل هؤلاء المرضى سيكون ثمنه حياتهم، مطالباً بتسهيل دخول المجمع والوصول للمرضى. واقتحم الجيش الصهيوني "مجمع ناصر الطبي" في خان يونس، أمس الأول، واعتقل أكثر من 100 فلسطيني من داخله بعد أن طوقه مدة أسبوع.