هزت، أمس، سبعة انفجارات قوية مدينة مايدوجوري شمال شرق نيجيريا، بعد ساعات من انتهاء زيارة الرئيس جودلاك جوناثان، في إطار مساعيه لحشد التأييد في معركته ضد الإرهاب، ونقلت وكالة «رويترز» عن شهود عيان، أن دقائق كانت تفصل بين كل انفجار وآخر ما يشير إلى التنسيق الذي يميز هجمات التنظيم الإرهابي الذي يطلق على نفسه تسمية «بوكو حرام». تضاف هذه التفجيرات إلى عدد كبير من الاعتداءات التي تتعرض لها نيجيريا، في السنوات الأخيرة بصفة دورية، وإن ظهرت في بدايتها الأولى على كونها امتداد لصراع عرقي بين الأقليات الدينية، إلا أنه سرعان، ما اتضحت أنها أعمال دموية تستهدف الأبرياء، وتهدد الأمن والنظام العام، والأخطر من هذا كله، هو التنسيق الموجود بينها وبين المجموعات الإرهابية الأخرى التي تنشط في الساحل ومالي على وجه الخصوص. لقد تفطنت القوى الدولية والإقليمية، بحجم الخطر الذي تمثله الخلايا الإرهابية في نيجيريا، بعد أن اكتفت في السابق بإدانة أنشطتها، واضعة ثقتها في القوة الأمنية والعسكرية للحكومة النيجيرية للتعامل معها وإخمادها، وبقي التركيز منصبا على الجماعات الإرهابية في شمال مالي، التي أعلنت عليها حرب شاملة، لكن تبني جماعة «بوكو حرام» اختطاف العائلة الفرنسية المكونة من 7 أفراد في الكاميرون، أثبت أن لهذا التنظيم الإرهابي امتداد على مستوى دول غرب إفريقيا، وليس داخل نيجيريا فقط، وقد أظهرت التقارير الاستخباراتية حجم التنسيق الموجود بينها وبين باقي التنظيمات الإرهابية في الساحل الإفريقي. وأكد، نهاية الأسبوع الماضي، قائد القوات الخاصة الأمريكية، الأميرال وليام ماكريفن، أن ما يعرف «بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» و«جماعة بوكو حرام» في نيجيريا (شريكان)، وينبغي مكافحة الاثنين معا، وعليه فإن الجهود التي تبذلها المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، لمكافحة الإرهاب في مالي، ينبغي أن تشمل كامل المنطقة ولا تستثني تنظيما بشكل خاص. ومع توقع ارتفاع عدد الاعتداءات الإرهابية في كامل البلدان التي أرسلت قواتها لجبهات القتال في مالي، كرد فعل انتقامي منها، يبقى تأمين المسالك الحدودية ومراقبة انتقال الأسلحة، التي تأتي من السواحل الغربية للقارة، رفقة الأطنان من المخدرات، أمرا حتميا، يضاف رفع الطابع المحلي عن الجماعات الإرهابية المرتبطة بالشبكة العالمية لهذه الظاهرة، العابرة للحدود مع تنويع أساليب مكافحتها.