في آخر مجزرة نفذها أمس، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة إن عددا من الفلسطينيين كانوا ينتظرون مساعدات غذائية استشهدوا بإطلاق نار من قبل قوات الاحتلال قرب دوار الكويت في مدينة غزة. أكد المتحدث أن فرق الإنقاذ وجدت صعوبة في الوصول إليهم جراء استمرار إطلاق النار باتجاه أي جسم يتحرك في المنطقة. وقال المتحدث إن طواقم الدفاع المدني نقلت عددا من الجرحى إلى مستشفى الشفاء، داعيا لوقف ما سماه الاستهتار الذي يمارسه الاحتلال بحق البطون الجائعة، ومطالبا في الوقت ذاته بالعمل على إيجاد آلية وطرق أكثر أمنا وأمانا لإيصال المساعدات إلى المواطنين. هذا، وفيما تتواصل معاناة سكان غزة مع كارثة شح الإمدادات الغذائية التي تهدد القطاع بمجاعة غير مسبوقة، من جراء القيود الصهيونية المشددة على وصول المساعدات الإنسانية، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن الجوع في كل مكان بقطاع غزة والوضع في الشمال مأساوي، حيث تمنع المساعدات البرية رغم النداءات المتكررة. كما قالت عبر منصة "إكس" إن وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والوقف الفوري لإطلاق النار ضروريان لإنقاذ الأرواح. يأتي ذلك فيما تواصل قوات الاحتلال منع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خصوصا إلى مناطق الشمال، فيما لا تكفي المساعدات التي تصل إلى جنوب القطاع حاجة المواطنين، خصوصا مع نزوح أكثر من 1.3 مليون مواطن من شمال غزة إلى جنوبها، وتحديدًا إلى رفح. وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن الأسبوع الماضي أن الجيش الصهيوني منع دخول أول قافلة مواد غذائية له - خلال ثلاثة أسابيع - إلى شمال غزة، عند "نقطة تفتيش وادي غزة" بعد انتظار ثلاث ساعات. وأكد البرنامج أن الكميات الكبيرة من المساعدات الغذائية اللازمة لتجنب حدوث مجاعة في شمال قطاع غزة، لا يمكن نقلها إلا عن طريق البر. جاء ذلك بعدما لجأ عدد من الدول من بينها الولاياتالمتحدة إلى الإنزال الجوي للمساعدات على القطاع. يشار إلى أن ما يقارب ال 300 ألف فلسطيني في شمال القطاع محرومون منذ نحو شهر من دخول شاحنات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، وسط تحذيرات دولية وأممية من شبح مجاعة يخيم على آلاف الغزيين المحاصرين بشكل خانق منذ تفجر الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.