تتزيّن موائد إفطار الصائمين في اليوم الأول من الشهر الفضيل، بأطباق شهية، ذات بعد تقليدي ولمسة عصرية، لأنامل سيدات المطبخ، ومن بين الأطباق الخاصة بيوميات الشهر الفضيل، "طبق الحلو" الذي يتصدّر الموائد ويزيّنها، رغم أنّه من الأطعمة الثانوية، التي غالبا ما تعود إلى رفوف الثلاجة بعد استهلاك لقمات صغيرة منها. لا تستغني العائلات المعسكرية عن الطبق الحلو، في اليوم الأول من الصيام، حيث يعتبر الطبق التقليدي، زينة مائدة الإفطار ودلالة على غناها بما طاب ولذّ من الأكلات، كما تعتبره السيدات فأل خير يستقبل به الشهر الكريم. يقول علي. ح، أحد الطبّاخين المحترفين، الذين يزاولون نشاط الطبخ في الولائم والأعراس، على مستوى قاعات الحفلات، أنّ طبق الحلو، صار قبل ما يزيد عن سنتين، من الأطباق التي نادرا ما توفرها الأسر في حفلاتها، بسبب غلاء اللّحم وفاكهة "البرقوق"، حيث يضطر الطباخون إلى تعويض غيابه، بسلطة الفواكه المشكّلة، أو المرطبات، لكن ما لوحظ مؤخرا، هو تراجع أسعاره في السوق، ما سيكون متاحا أمام أغلب الأسر والعائلات، توفيره على موائدها خلال الشهر الكريم. انخفاض الأسعار يفتح شهية الصائمين وسجّلت أسعار فاكهة البرقوق التي تعتبر من المكوّنات الرئيسية لطبق الحلو، تراجعا في الآونة الأخيرة، بعد أن وصل سعرها في الموسم الماضي من الشهر الكريم إلى ما يزيد عن 2500 دج للكلغ الواحد، بالنسبة لفاكهة البرقوق المجفّفة من النوعية الجيدة، في حين توفرت هذه الفاكهة المميّزة، بشكل كبير في المحلات التجارية بمعسكر، وبأسعار منخفضة، إضافة إلى المكوّنات التي ترافقها في الطبق الحلو، من مكسرات وفواكه مجفّفة. وأثار انخفاض أسعار هذه المنتجات الاستهلاكية الثانوية ووفرتها، ارتياح العائلات، لاسيما ربّات البيوت اللّواتي يجتهدن طيلة الشهر العظيم، من أجل إعداد أشهى الأطباق لتزيين موائد الإفطار، حيث يكون طبق الحلو زينة لها ودليلا على الرفاه والفرحة باستقبال الشهر الكريم. وتتعدّد طرق إعداد الطبق الحلو، بين مطبخ وآخر، حسب ما توفّر من مكوّنات، تتنوّع هي الأخرى بين الزبيب والبرقوق والفواكه المجفّفة، أو الفواكه الطازجة، على غرار السفرجل والتفاح، غير أنّ المتغيّر في الطبق، هو قطعة اللّحم الحمراء الطازجة التي استغنت عنها أغلب ربّات البيوت، في عملية تحضير هذا الطبق، سواء لترشيد الإنفاق، أو لعدم قدرتها على توفير هذا المكوّن الأساسي للطبق، بسبب غلاء أسعاره، وأحيانا بسبب عدم تفضيل مذاق اللّحم الحلو. وعن مكانة الطبق الحلو في يوميات الصائمين، يقول مصطفى، أنّه يشتهي أكل هذه الوجبة الغنية بالسكريات، لكن تحذيرات طبيبه الخاص، حالت دون شهيته العالية لمذاق الطبق، لاسيما رائحته الطيبة التي تنبعث في أرجاء البيت لحظات طهيه، بينما تردف جميلة قائلة، أنّ الطبق الحلو ثانوي لكنه من الأطباق التي تحرص العائلات على تقديمها، موضحة أنّ هذا الطبق، يزور ثلاجتها لأيام متكرّرة، لأنّه يؤكل " بالعين" خاصة إن كان مزيّنا بالمكسّرات والفواكه الجافة، وقليلا ما يتناوله أفراد أسرتها. وفي خضم تجاذب أطراف الحديث بين مصطفى وجميلة عن طبق الحلو، داخل محل لبيع التوابل والمكسّرات، قاطعت سيدة سبعينية الجمع، لتقدّم نصائح للزبائن، بعد أن استعرضت تقاليد المنطقة عن تحضير الفواكه المجفّفة أسابيع طويلة قبيل حلول شهر رمضان، فأوضحت، أنّ فاكهة البرقوق كانت تحضر بعد قطفها، وتجفّف بطريقة طبيعية، خالية من المواد الصناعية المضافة في عملية التجفيف، حيث يجفّف العنب والبرقوق ويخزّنان بكميات كافية استعدادا لشهر رمضان، وتقطع كلامها "المهم الصحة والصدقة" واغتنام فضائل الشهر على أكمل وجه، وتضيف " على الناس الابتعاد عن الإسراف في إعداد الأطباق والابتعاد عن الوجبات غير الصحية، خاصة وأنّ مرض السكري في انتشار كبير ولأبسط الأسباب" - على حدّ قولها.