شهد المسجد القطب يوسف ابن تاشفين بتندوف انطلاق فعاليات المسابقة الولائية السنوية للقرآن الكريم، بحضور أئمة ومشايخ من داخل الولاية وخارجها، المسابقة التي أشرفت عليها مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية وبرعاية رسمية من الوالي، شهدت مشاركة 140 متسابقاً من طلبة أقسام القرآن الكريم، وتحتوي المسابقة على خمسة فروع، فرع حفظ القرآن الكريم كاملاً، فرع حفظ 45 حزباً، فرع حفظ نصف القرآن الكريم، فرع حفظ 20 حزباً وفرع 10 أحزاب، وكل فرع من هذه الفروع يحتوي على أربعة أسئلة. يحاول كل من السلطات المحلية وعدد من أئمة المساجد بولاية تندوف النهوض بالتعليم القرآني وتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع، من خلال الشروع في تجسيد عديد المشاريع ذات الصلة ورفع التجميد عن مدرستين قرآنيتين بالولاية بقيمة 100 مليون دينار لكلٍ منهما، ومنح مساهمات مالية سخية لمدرستين أخريين هما في طور الانجاز. وتدخل هذه المجهودات المعتبرة في إطار محاولة السلطات المحلية لاستدراك العجز الحاصل في التعليم القرآني بتندوف وتحفيز الأسر على الانخراط في حملة النهضة بالقرآن الكريم التي دعت إليها العديد من الأوساط بالولاية. أكّد أستاذ الحديث وعلومه الدكتور يوسف عبد اللاوي أن ولاية تندوف باتت تسجّل حضورها على مشارف نهضة قرآنية حقيقية، مشيداً بإطلاق مشاريع تخدم هذا التوجّه الرامي الى خلق بيئة خصبة لتعزيز مكانة القرآن الكريم وأهله في المجتمع. وتحدّث رئيس المجلس العلمي لكلية العلوم الاسلامية بجامعة وادي سوف بإسهاب عن القرآن الكريم، وعن ضرورة «استنباته» بولاية تندوف التي تمثّل ثغراً من ثُغور المرابَطة في حدودنا الغربية، مشيراً الى أن «هذا الثغر حتى تكون له قيمة أكبر، وأعظم، وأنفع، وأكثر أثراً، لا بد أن يُحفظ بالقرآن الكريم»، داعياً الى الاسهام في إنشاء المدارس القرآنية وحشد أبنائنا وانتمائهم لهذه المدارس، والاهتمام بهم حفظاً وتجويداً وأداءً وعملاً. ويعي المجتمع التندوفي في معظمه بأهمية التعليم القرآني الذي يحظى باهتمام بالغ من طرف الاولياء، غير أن غياب مدارس قرآنية متخصّصة بالولاية قد أثر سلباً على مستوى وعدد الحافظين لكتاب الله، رغم وجود بعض الأقسام الخاصة التي يفتقر بعضها لمناهج عصرية في التعليم. ويحرص الأولياء في تندوف على تعليم أبنائهم القرآن الكريم في سن مبكّرة، لإدراكهم للدور الكبير والتأثير القوي الذي يلعبه التعليم القرآني في تحصين أبنائهم من الانحراف، غير أنهم يفضّلون في ذلك الطرق التقليدية الكلاسيكية التي تتم في البيوت بعيداً عن أعين وإشراف مديرية الشؤون الدينية بالولاية.