الرئيس تبون: لن نملّ ولن نكلّ ولن نترك ساحة المعركة ولن نهدأ حتى يتحقق الهدف جدّد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، العهد بأن الجزائر لن تترك ميدان نضالها ومعركتها الدبلوماسية حتى تحقيق هدف انضمام فلسطين كعضو كامل الحقوق في هيئة الأممالمتحدة، وتنال حريتها وتستفيد أرضها. بعبارات مباشرة ومصطلحات دقيقة شدد الرئيس الجزائري تمرير رسائل تخص القضية الفلسطينية والنشاط الحثيث الذي تبذله على مستوى أعلى الهيئات والمنابر الدولية في سبيل القضية الفلسطينية، خصوصا في هذه الفترة. مدعومة بتاريخها الدبلوماسي ومبدئها الراسخ تجاه القضايا العادلة، لن تدخل الجزائر جهدا في سبيل إعلاء صوت الفلسطينيين وفضح جرائم الاحتلال التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا منذ الحرب العالمية الأولى، حسب تأكيد الرئيس تبون. قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية الدكتور حمزة حسام، في تصريحات ل «الشعب»، «مع مجموعة من الأحداث والتجارب التاريخية للدبلوماسية الجزائرية، يتضح لنا بأن الجزائر تتميز بخاصيتين، أولاهما الدفاع عن القضايا العادلة وهي دائما في صف الحق، مثلما قال الرئيس عبد المجيد تبون. أما الخاصية الثانية التي تتميز بها الجزائر، هي «ثقة الدول على اختلاف توجهاتها في عدالة القضايا والتي تدافع عنها، وهو ما يعطي نسبة عالية من المصداقية للدبلوماسية الجزائرية ويخولها الانخراط بقوة في مختلف الملفات، خاصة الملف الفلسطيني». وأضاف الدكتور حمزة حسام، أنه حينما نتحدث عن نشاط الدبلوماسية الجزائرية على المستوى العالمي، سواء عبر المنابر متعددة الأطراف أو المنابر الثنائية، نجد أن العنوان الأساسي لهذه الحركية التي تعرفها هو «القضية الفلسطينية»، التي توجت مؤخرا بقرار لمجلس الأمن يقّر بوقف لإطلاق النار. وأشار الأستاذ بجامعة الجزائر، بأن البصمة الدبلوماسية للجزائر كانت واضحة في هذا القرار، وهو ما أكده الرئيس عبد المجيد تبون من خلال تصريحاته، فالجزائر استطاعت توحيد جهود عشر دول غير دائمة في مجلس الأمن، بما فيها الدول الإفريقية التي ذكرها الرئيس. كما تمكنت من تمرير صيغة تحظى بموافقة كل الدول الأعضاء بمجلس الأمن، كما أنها استطاعت إقناع كل الدول الدائمة، باستثناء الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي إن لم تصوت على القرار، إلا أنها لم تستعمل حق النقض هذه المرّة. وأوضح الدكتور حمزة حسام، أن هذا جهد يحسب للدبلوماسية الجزائرية وهذه النتيجة لم تكن لتبلغ هذه المرحلة، لولا الرصيد من المواقف والجهود في تسوية الخلافات والنزاعات بين الدول، كالتي ذكرها الرئيس تبون في حواره لممثلي وسائل الإعلام. وأضاف حمزة حسام، أن الرئيس تبون تحدث أن كل هذه الحركية التي تقوم بها الجزائر اليوم في سبيل القضية الفلسطينية، هي باسم الإنسانية وليس بحكم الانتماء الحضاري أو الهوّياتي، والجزائر يحركها الشعور الإنساني الذي تسير وفقه الدبلوماسية الجزائرية، وقال حمزة حسام «هنا نقطة مهمة للرئيس تبون حينما أكد على ضرورة احترام القانون الدولي والدفاع عنه». كما أكد محدثنا، أن دبلوماسية الجزائر وحركيتها على المستوى الدولي وسلوكاتها لطالما كانت متناسقة ومنسجمة مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدّة، ومن هذا المنطلق ترصد الجزائر كل من يخترق القانون الدولي أو يمس بمبادئ ميثاق الأمم المتحدّة وهذا ما يفسر ما تقوم به الجزائر تجاه القضية الفلسطينية، وما يبرّر رفضها وإدانتها كل ما يرتكبه الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني. وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، إن هذه المعطيات «تمهد لتفسير أي حركية تعتزم الجزائر القيام بها مستقبلا، خاصة وأن السيد الرئيس قال إن المعركة القادمة بالنسبة للدبلوماسية الجزائرية والتي سبق وأن بدأت قبل أشهر هي الاعتراف بفلسطين دولة كاملة في الأممالمتحدة. وأوضح حمزة حسام، أن الرئيس تبون حينما وصف قرار مجلس الأمن بالانتصار، فعلى الجميع أن يعي بأن هذا انتصار بالنظر الى مضمون القرار، خاصة وأنه، لأول مرة، يتفق أعضاء مجلس الأمن على وقف إطلاق النار وهو أضعف الإيمان، مثلما قال الرئيس تبون. وأشار حسام، إلى أن هناك جزئية مهمة في القرار الذي فك الارتباط بين مسألة إدخال المساعدات وإطلاق سراح الأسرى، وبالتالي فإذا نظرنا الى كل هذه المضامين فإن القرار كان إيجابيا في عمومه. وأضاف المتحدث، التجربة أثبتت بأن المواظبة وحشد الجهود لصالح قضية عادلة يؤدي دائما إلى نتيجة، حتى وإن كان الطرف الآخر الذي نواجهه دولة دائمة في مجلس الأمن، مشيرا إلى أن الجهد الذي نسقته الجزائر، مثلما ذكر الرئيس تبون، مع الدول الإفريقية ومن مختلف قارات العالم، يقودنا إلى نتيجة أنه إذا استمر هذا الدعم وهذا التنسيق والوحدة في المواقف بين هذه الكتل التي تشترك في مطالبها ودعمها للقضية الفلسطينية ورفضها لجرائم الإبادة التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني، فإننا يمكن أن نتجه نحو نجاحات دبلوماسية أخرى وهنا يلوح في الأفق مطلب الجزائر بالعضوية الكاملة لدولة فلسطينبالأممالمتحدة، مثلما قال الرئيس تبون.