يوافق الخامس من أفريل من كل عام يوم الطفل الفلسطيني، الذي حل هذا العام في ظل حرب إبادة يشنها الاحتلال الصهيوني ضد قطاع غزة من جهة، وتصاعد عنفه بالضفة الغربية من جهة ثانية. نشرت جهات رسمية وأهلية فلسطينية ودولية تقارير صادمة عن أحوال أطفال فلسطين وانتهاك أبسط حقوقهم خاصة منذ بدء العدوان على غزة، مما دفع منظمات حقوقية إلى الدعوة لتنظيم حملة تطالب بوقف استهداف الأطفال. وفق تقرير للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني صدر الخميس، قتل الاحتلال منذ بدء عدوانه ما يزيد عن 14 ألفا و350 طفلا، ليشكلوا 44% من إجمالي عدد شهداء القطاع خلال نفس الفترة، مشيرا إلى أن النساء والأطفال يشكلون 70% من المفقودين والبالغ عددهم نحو 7 آلاف. وفي الضفة الغربية، قال التقرير إن 117 طفلا استشهدوا من بين 457 شهيدا منذ السابع من أكتوبر، فيما جرح 724 من أصل 700 جريح منذ بدء العدوان، كما تم ترحيل 710 أطفال من بين 1620 فلسطينيا هجروا بالضفة.ويتوقع جهاز الإحصاء أن يبلغ عدد الأطفال دون 18 سنة منتصف 2024 في دولة فلسطين نحو مليونين و432 ألفا، ليشكلوا ما نسبته 43% من إجمالي السكان. براءة في المعتقلات وعن حملات الاعتقال، أشار التقرير إلى أنه تم خلال العام 2023 اعتقال ألف و85 طفلا من الضفة الغربية، منهم 500 طفل بعد العدوان على غزة، 318 منهم في محافظة القدس، وما زال 204 منهم رهن الاعتقال. وفي السياق، قالت جمعية نادي الأسير الفلسطيني، أن سلطات الاحتلال تعتقل أكثر من 200 طفل فلسطيني، منهم 23 طفلًا من غزة، محتجزون في سجن مجدو وهم رهن الإخفاء القسري". وأكدت أن "الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال يواجهون بعد 7 أكتوبر، إجراءات انتقامية فرضها الاحتلال على مختلف فئات الأسرى في كافة السجون". وأضافت أن "دولة الاحتلال هي الوحيدة في العالم التي تحاكم بشكل منهجي ما بين 500 و700 طفل فلسطيني أمام المحاكم العسكرية كل عام، بشكل يفتقر إلى الحقوق الأساسية للمحاكمة". آلاف اليتامى والجياع يكشف تقرير الإحصاء عن أن قرابة 43 ألفا و349 طفلا يعيشون بدون والِدين أو بدون أحدهما في قطاع غزة، موضحا أن الرقم كان 26 ألفا و349 عام 2020. كما يشير بيان الإحصاء الفلسطيني إلى المجاعة التي تفتك بقطاع غزة، والتي أودت حتى الآن بحياة 28 طفلا "توفوا بسبب سوء التغذية والجفاف في المستشفيات" في وقت تضاعفت فيه معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال. ويقول جهاز الإحصاء إن أكثر من 816 ألف طفل بحاجة إلى مساعدة نفسية من آثار العدوان الصهيوني الذي "ترك آثاراً نفسية عميقة والخوف والقلق والاكتئاب، والصدمة النفسية". من جهتها دعت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في بيان صحفي إلى جعل الخامس من أفريل "يوما عالميا للتضامن مع أطفال فلسطين الذين يعيشون عدوانا غير مسبوق".