أمام إهمال الحكومة المغربية ولا مبالاتها بمعاناة المواطن مواطنيها، تعالت الأصوات المطالبة برفع الغبن عن ضحايا زلزال الحوز، الذين يعيشون ظروفا تزداد قسوة، حيث أثبتت الحكومة فشلها في معالجة الأزمة بعد مضي سبعة أشهر على الكارثة. أمام عجز الحكومة المخزنية الذريع في وضع السياسات العمومية المناسبة لمواجهة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تحاصرها، تتوالى المطالب بالتدخل العاجل لإيجاد حلول للمتضررين من زلزال الحوز، تحفظ كرامتهم وتوفر ظروف العيش الكريم لهم. وفي السياق، وجّهت البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، فاطمة التامني، سؤالا لوزير الداخلية حول المعاناة المستمرة لضحايا الزلزال مع الأمطار في المغرب، داعية إلى "اتخاذ التدابير اللازمة بشكل عاجل من أجل وقف هذا الوضع اللاانساني ووضع حد للمعاناة المستمرة للضحايا". معاناة تحت الخيم قالت التامني أن عددا من الأسر ضحايا الزلزال الذي ضرب منطقتي الحوز وتارودانت، تعيش وضعية قاسية نتيجة الأمطار التي تساقطت مؤخرا على العديد من المناطق ومنها المتضررة جراء الكارثة الطبيعية، لتزداد معاناتها بسبب غياب التجهيزات الكافية لحمايتها بشكل لائق. وأضافت أنه "في الوقت الذي يقف فيه الأمل على هذه الأمطار من أجل مواجهة الجفاف وإنعاش السدود، يبقى المتضرر الأبرز هم ضحايا الزلزال المدمر الذين يواجهون الويلات تحت الخيام، عرضة للبرد والأتربة وتسرب مياه الأمطار". وعود كاذبة أكّدت التامني أنه وبالرغم من الوعود الحكومية المتتالية من أجل حل هذه الأزمة التي يتخبط فيها هؤلاء وإيجاد حلول إنسانية للمتضررين، إلا أن لا شيء تحقق أمام استمرار المعاناة وقساوة الأوضاع التي باتوا يعيشون تحت رحمتها. وسبق لمنكوبي زلزال (الحوز) بتارودانت أن نظّموا الأشهر الماضية مسيرة احتجاجية قطعوا خلالها حوالي 80 كلم مشيا على الأقدام في اتجاه مقر ولاية (جهة سوس ماسة) بمدينة أكادير، مطالبين السلطات بالتدخل وحل مشاكلهم، ومعلنين رفضهم "تماطل" السلطات الإقليمية في معالجة شكاياتهم المتعلقة بعدم استفادتهم من تعويضات بناء وإصلاح مساكنهم المهدمة بفعل الزلزال. ورغم صرخاتهم أمام باب "محافظة إقليم تارودانت"، إلا أن القوات الأمنية منعتهم من الولوج، ما اضطر المحتجين وهم بالمئات إلى الانطلاق مشيا على الأقدام صوب ولاية الجهة بمدينة أكادير لإسماع صوتهم والمطالبة بالتدخل "العاجل"، إلا أن الخطوات باءت بالفشل حيث كل وعود الحكومة المخزنية كاذبة، ولم تجسّد أي منها على أرض الواقع. وسبق للسكان المتضررين أن نظّموا مجموعة من الأشكال الاحتجاجية، واستنكروا الوعود "الكاذبة" للمسؤولين الذين قدّموها لهم لوضع حد للمشاكل التي يتخبطون فيها منذ أشهر.