زاد منسوب سد عين زادة التابعة لبلدية عين تاغزوت شرق ولاية برج بوعريريج حيث تجاوز ال11 مليون متر مكعب، خلال التساقطات الأخيرة التي شهدتها معظم الولايات الشرقية، ما أسهم في عودة الأودية إلى مجاريهات لاسيما تلك الينابيع والآبار الجوفية المنتشرة عبر إقليم الولاية برج بوعريريج، بدّدت تلك المخاوف والشكوك التي تعري أذهان غالبية الفلاحين من تكرار سيناريو الجفاف للعام الفارط. كف مدير الموارد المائية بولاية برج بوعريريج، في حديثه ل "الشعب" عن ارتفاع منسوب المياه في سدّ عين زادة بفعل التساقطات الأخيرة للأمطار بكميات معتبرة شهدتها معظم الولايات الشرقية، بما فيها ولاية برج بوعريريج، تجاوزت ال11 مليون متر مكعب في ظرف وجيز، ما أسهم على حدّ قوله في ارتفاع منسوب سد عين زادة إلى أكثر من 22 مليون متر مكعب، بما فيها 14 ألف متر مكعب يومي التي تموّن السد من ولاية سطيف، بعدما كان منسوب السد لا يتجاوز 11 مليون متر مكعب قبل شهر من الآن. ويرتقب زيادة المنسوب إلى أكثر من المنسوب الحالي في ظلّ استمرار التساقطات اليومية التي تشهدها معظم المناطق الشمالية وأرجاء البلاد، ما يعطي فرصة أكبر لزيادة منسوب المياه بسد "عين زادة" خاصة في ظل عودة العديد من الأودية والجداول التي تلتقي مصباتها في السد بعد استعادة نشاطها، بعد الأمطار الأخيرة، وهي كلها مؤشرات تدفعنا لمزيد من التفاؤل إزاء موجة الجفاف وشحّ المياه التي شهدتها معظم المناطق التابعة لولاية برج بوعريريج خلال السنوات الأخيرة. وهو ما يعطينا الامل بحسب ذات المتحدث، لتجاوز فصل الصيف في أريحية تامة من حيث تزويد ساكنة ولاية برج بوعريريج بالمياه الصالحة للشروب، مثلما تمّ العمل به خلال شهر رمضان المنصرم، لاسيما ال13 بلدية المموّلة من سد عين زادة ببرج بوعريريج، مشيرا في ذات السياق الى الانطلاق فعليا منذ أيام في مرحلة التجريب الخاص باختبار مضخات دفع المياه المرتبطة بمشروع ربط الجهة الشمالية بمياه الشرب انطلاقا من الانقاب الواقعة بمنطقة "الماين"، من حيث الربط بمحطة الضخ الخاصة بالخزان الرئيسي، تتجاوز سعته ال1000متر مكعب، حيث يرتقب اعطاء الضوء الأخضر لتزويد كل من بلديات كل دائرة الجعافرة، وبلدية ثنية الناصر وتفرق ومنطقة المشرع ووادي صياد التابعة لبلدية مجانة شمال ولاية برج بوعريريج بعد الانتهاء من مرحلة اختبار المضخات التي أعطت نتائج جد حسنة خلال الأيام الأخيرة بحسب ذات المتحدث. وبالرغم من هذا التهاطل الغزير للأمطار خلال الأيام الأخيرة، واستعادة العديد من المجمعات المائية موردها المائي، خاصة في فصل الشتاء، تبقى بعيدة عن طاقة الاستيعاب الإجمالي الخاصة بسد "عين زادة" المقدرة ب125 مليون متر مكعب، إذ تمثل نسبة المنسوب الحالي للسدّ حوالي 17 بالمائة، وهي نسبة تبقى ضئيلة جدا مقارنة مع عدد السكان والبلديات التي يمونها السد على مستوى 13 بلدية بالحصص اليومية بما فيها سكان بلدية البرج عاصمة الولاية، باحتياج يومي يفوق 60 ألف متر مكعب كانت تمول عن طريق السد في وقت سابق. بالمقابل عمدت السلطات المحلية ببرج بوعريريج، إلى إقرار العمل بالمخطط الاستعجالي من أجل تزويد مختلف مناطق ببرج بوعريريج بالمياه الصالحة للشرب، من خلال توفير بدائل جوفية للماء وتدعيم مختلف مراكز تجميع الماء على غرار سد "تشي حاف" على مستوى المناطق الشماليةببرج بوعريريج وزمورة، وكانت قد أعلنت في هذا السياق في وقت سابق، عن استفادة قطاع الموارد المائية ببرج بوعريريج، من غلاف مالي معتبر يندرج في إطار البرنامج الاستدراكي لتدعيم الولاية بالمياه الصالحة للشرب، والتحولات الكبرى والبرامج التكميلية مقدر ب650 مليار سنتيم. ويتعلق الأمر، بحسب ذات المصدر بتجسيد برنامج التحولات الكبرى للمياه انطلاقا من ولاية سطيف، ضمن المخطط الاستعجالي الرامي إلى تزويد ساكنة الولاية بالمياه الصالحة للشرب، لاسيما فيما يتعلق بتجهيز الأنقاب والاستعانة بالمياه الجوفية لتتجاوز هذه المرحلة التي شكّلت هاجسا حقيقيا للسلطات العمومية خلال السنوات الأخيرة في ظلّ قلة تساقط الأمطار والجفاف الذي مسّ معظم أرجاء المنطقة، منها 480 مليار سنتيم موجهة في إطار التحويلات الكبرى لولاية برج بوعريريج، ومبلغ 80 مليار سنتيم تمّ تبليغه بداية شهر أكتوبر المنصرم من العام الماضي، في إطار برنامج تكميلي استدراكي بعنوان سنة 2023، بمجموع خمس عمليات، تضاف إليها 20مليار سنتيم خلال 2024 تتعلق بتدعيم عملية الربط ممنوحة في إطار برنامج الصندوق المشترك للجماعات المحلية "FCCL". إلى جانب تخصيص مبالغ أخرى سابقة مقدرة ب 90مليار سنتيم، تمّ رصدها ضمن البرنامج الاستعجالي المتضمن إنجاز 6 أنقاب "بسيدي إيدير" ببلدية الماين، وتدعيم مدينة برج بوعريريج بمياه الأنقاب العميقة المنجزة ببلدية تيكستار، ليرتفع مجموع المبالغ المرصودة لهذا القطاع إلى 650 مليار سنتيم. تضاف إليها تلك الأشواط المعتبرة التي قطعتها لمواجهة شحّ المياه وانحصار مياه سد عين زادة دون 10بالمئة، منها إطلاق برنامج لتجسيد العديد من الأنقاب المائية تجاوزت 29 بئرا، منها برنامج لإنجاز 19 نقبا في إطار برنامج دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية عبر 17 بلدية و10 ضمن برنامج صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية عبر 7 بلديات.