أكّد ممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة والمنسّق مع المينورسو، الدكتور سيدي محمد عمار، أنه وبغض النظر عما ستسفر عنه جلسة مشاورات مجلس الأمن المقررة بشأن الصحراء الغربية، فإنّ الميدان كساحة للاشتباك المباشر مع العدو وكمجال للفعل والمقاومة في الأراضي المحتلة، يبقى هو العنصر الوحيد الكفيل بخلق وتعزيز ميزان القوة الضامن لتحقيق تطلعات شعبنا المشروعة في الحرية والاستقلال. أكّد من جديد ممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة والمنسق مع المينورسو، الدكتور سيدي محمد عمار، على أنّ استئناف الشعب الصحراوي لكفاحه المشروع في 13 نوفمبر 2020 يبقى هو عنوان المرحلة، وإطار الفعل الوطني الصحراوي الذي رسمه شعار المؤتمر السادس عشر للجبهة، فضلا عن كونه الإطار العام للتعامل مع عملية الأممالمتحدة للسلام بمختلف أبعادها السياسية والميدانية. جاء ذلك في حوار مع التلفزيون الوطني الصحراوي، حسب وكالة الأنباء الصحراوية. الرّد على "شروط" الاحتلال لوقف القتال أشار ممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة والمنسق مع المينورسو بالمحصلة، إلى أن ما يقوم به جيش التحرير الشعبي الصحراوي من هجمات متواصلة على مواقع قوات الاحتلال المغربية هو الرد المباشر على "شروط" دولة الاحتلال، وبخاصة تلك المتعلقة بوقف إطلاق النار، وذلك لدى تطرقه إلى مجموعة "الشروط" التي أعلنت عنها دولة الاحتلال المغربية عقب اللقاء الذي جرى مؤخراً مع المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا. وبعد التذكير بتاريخ خطة التسوية الأممية الأفريقية وما واجه تطبيقها من عراقيل من طرف دولة الاحتلال المغربية، أكّد الدكتور سيدي محمد عمار على أنّ السبب الجذري لحالة الجمود التي توجد فيها الآن عملية الأممالمتحدة للسلام في الصحراء الغربية يكمن في التلازم بين غياب الإرادة السياسية لدى دولة الاحتلال المغربية للتقدم باتجاه الحل العادل والدائم وتقاعس مجلس الأمن الدولي، تحت تأثير بعض أعضائه الفاعلين، عن الرد بحزم على الموقف المغربي المعرقل وضمان التنفيذ الكامل لولاية المينورسو. قطيعة مع الوضع الرّاهن اعتبر سيدي عمار أنّ التطورات التي قادت إلى استئناف الشعب الصحراوي لكفاحه المسلح يوم 13 نوفمبر 2020، جاءت بعد قرار إعادة النظر في المشاركة في عملية الأممالمتحدة للسلام الذي أتخذه الطرف الصحراوي بتاريخ 30 أكتوبر 2019، والذي كان قراراً غير مسبوق ومفصلياً، أعلن من خلاله الشعب الصحراوي القطيعة التامة مع مسار كان هدفه وما يزال هو الإبقاء على الوضع القائم، فضلاً عما اعترى هذا المسار من انحرافات خطيرة عن الاتفاق الأصلي المتمثل في خطة التسوية الأممية الأفريقية. وأضاف في هذ الإطار، أن قرار إعادة النظر ساهم في الدخول في مرحلة جديدة من تصعيد حدة الكفاح الوطني والمواجهة مع العدو، التي كان أول فصولها المظاهرات الشعبية السلمية والعفوية التي جرت في مناطق مختلفة من التراب الوطني المحرر، بما فيها الاعتصام الجماهيري في منطقة الكركرات المحررة، التي قادت كلها إلى قرار استئناف الكفاح المسلح على إثر خرق دولة الاحتلال المغربية لوقف إطلاق النار، واحتلاها غير الشرعي لمزيد من التراب الوطني يوم 13 نوفمبر 2020. وبخصوص تأثير التطورات الإقليمية والدولية الجارية على القضية الصحراوية في ظل هيمنة بعض القوى واستخدامها لسياسة الكيل بمكيالين، أكّد الدكتور سيدي محمد عمار على أن العنصر الثابت في معادلة الصراع المركبة وما يحيط بها من متغيرات هو الشعب الصحراوي المؤمن بعدالة قضيته، والملتف بقوة حول رائدة كفاحه التحريري، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، والمتمسك بشدة بحقوقه الثابتة وغير القابلة للتصرف أو المساومة أو التقادم في تقرير المصير والاستقلال وكذا الدفاع عن تلك الحقوق بكل الوسائل المشروعة.