سجّلت مصالح الحماية المدنية، خلال الثلاثي الأول من هذه السنة، حوالي 238 حادث مرور خلّف وفاة شخصين 02، و152 جريح، أما خلال شهر رمضان المبارك فتم تسجيل 50 حادثا خلّف 42 جريحا، بدون تسجيل وفيات. حسب النقيب ناجم محمد الأمين رئيس مصلحة الوقاية بالنيابة بمديرية الحماية المدنية لولاية النعامة، فإنّ الأسباب الرئيسة في حوادث المرور متعدّدة أهمها الإفراط في السرعة، التجاوزات الخطيرة، عدم احترام إشارات المرور بالإضافة إلى عدم أحد الحيطة والحذر، خلال سوء الأحوال الجوية وهي نفس الأسباب التي أكّدت عليها مصالح الدرك الوطني حسب الملازم الأول كبير آسيا رئيس خلية الإعلام والاتصال بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالنعامة، التي أضافت أنّ سبب ارتفاع الحوادث خلال هذا الشهر المبارك هي التعب والإرهاق، التغافل والنوم أثناء السياقة، فخلال هذا الشهر فقط سجّلت مصالح الدرك الوطني خارج المحيط الحضري 06 حوادث خلّفت 13 جريحا بدون وفيات. فيما أرجعت مصالح الأمن الوطني بالنعامة أنّ العامل البشري يبقى السبب الأول والرئيسي في حوادث المرور بنسبة تفوق 97.71 %، ويمكن أن نقسم ذلك إلى ثلاث فترات حسب توتاح رئيس خلية الإعلام والاتصال بأمن ولاية النعامة هي حركية المواطنين خلال هذا الشهر، فالفترة الأولى تعرف باستعمال المواطنين للسرعة بسبب الرغبة في الإفطار رفقة العائلة، أما الثانية فتعرف بالتعب والإرهاق بسبب الصيام والسهرات الليلية، ما يؤدّي إلى اختلال الساعة البيولوجية عند الإنسان، أما الفترة الثالثة فتعرف بالسياقة لمسافات بعيدة وهي عوامل تؤثر على الإنسان وتؤدّي به حتما إلى ارتكاب حوادث المرور. هذا كما تعرف ولاية النعامة خصوصيات وعوامل ساهمت هي الأخرى في ارتفاع هذه الحوادث أهمها الزوابع الرملية الهوجاء التي تعرفها المنطقة يوميا في ظلّ الجفاف الحاد، ممّا أدّى إلى تراكم الرمال بعدة نقاط سوداء خاصة بالطريقين الوطنيين رقم 06 و22، حيث سجّلت عدّة نقاط سوداء بكلّ من منطقة التويفزة بالمشرية، مكاليس بعين الصفراء، منطقة بوقرن بالبيوض، مكمن بن عمار وغيرها من المناطق، إلى جانب بعض الطرق والمساك البلدية بكلّ من القصدير، عين بن خليل، الصفيصيفة وحرازة بعين الصفراء، وهذا رغم عمليات إزالة الرمال من طرف مصالح الأشغال العمومية، إضافة إلى تواجد بعض الحيوانات في الطريق خاصة في الفترة الليلية كالجمال والدواب والتي أدّت إلى حوادث كثيرة السنة الماضية خاصة للحافلات أسفرت عن عدّة ضحايا. وللحدّ من هذه الحوادث أو على الأقل التقليل منها، شرعت مختلف المصالح المعنية الدرك الوطني، الحماية المدنية والأمن الوطني، في وضع مخططات أمنية أهمها عملية التوعية والتحسيس بإشراك مختلف فعاليات المجتمع المدني كالجمعيات الفاعلة والكشافة الإسلامية الجزائرية، إضافة إلى تنشيط حصص إذاعية عبر الأثير بهدف نشر وكسب ثقافة توعوية لفائدة المواطنين مع النشر اليومي المتمثل في توجيهات وإرشادات وقائية عبر موقع التواصل الاجتماعي الخاص بهذه المصالح. وقامت مصالح الحماية المدنية خلال هذا الشهر ب 82 حملة تحسيسية على مستوى الطرقات الوطنية والولائية والبلدية، وكذا على مستوى محاور الدوران بالوسط الحضري والساحات العمومية، إلى جانب21 عملية على مستوى المساجد بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف. ورغم كلّ هذه الحملات إلا أنّ إرهاب الطرقات أصبح يحصد المزيد من الأرواح في ظلّ تهوّر بعض السائقين خاصة أصحاب الحافلات، والسرعة المفرطة، لذلك قامت هذه المصالح خاصة الدرك الوطني والأمن بنشر خطوط خضراء من أجل التبليغ عن أيّ تجاوزات أو مناورات لبعض السواق من أجل الحفاظ على سلامة الجميع.