أكّد مشاركون في منتدى الذّاكرة، الذي نظّمته جمعية الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد، أمس، بمناسبة الذكرى 66 لتأسيس فريق جبهة التحرير الوطني وذكرى استشهاد سويداني بوجمعة، على الدور الكبير الذي قدمه لاعبو فريق جبهة التحرير الوطني إبان الثورة التحريرية وبعد الاستقلال، ودعوا إلى ترسيم يوم وطني للرياضة الجزائرية اعترافا بتضحيات الرياضيين الجزائريين في التعريف بالقضية الجزائرية أثناء الاحتلال الفرنسي، وتلقين تاريخ الرياضة الجزائرية في المنظومة التربوية. تطرّق الإعلامي والمختص في تاريخ الرياضة الجزائرية يزيد وهيب، إلى تاريخ تأسيس الأندية الرياضية الجزائرية التي كانت تسمى المسلمة إبان الاحتلال الفرنسي، لإبراز هويّة الجزائريين المسلمين، وذلك استنادا لدراسة نشرها يوسف فاتاس، رياضي سابق في السباحة في كتاب بعنوان "ذاكرة الرّياضة الجزائرية"، بالاعتماد على الأرشيف الموجود بفرنسا والمتعلق بتاريخ الرياضة الجزائرية، حيث تحدّث عن أولى النوادي الرياضة التي تأسّست زمن الاستعمار الفرنسي. في هذا الصدد، تأسّف المحاضر لنقص الدراسات في مجال تاريخ الرياضة الجزائرية، ومن بين النوادي الرياضية التي تأسّست في 1924 نادي ترجي قالمة، لاعبوه كلهم جزائريين، كان من أقوى الفرق الرياضية، وقد فاز في أول بطولة شمال إفريقيا ضد فريق دار البيضاء المغربي. وأشار إلى أنّ اللاعب والمجاهد محمد معوش، من بين الرجال الذين دخلوا معركة الكفاح الوطني بالرياضة، في الوقت الذي كانت فيه الجزائر بحاجة إلى كل أبناءها، وفي هذا الشأن دعا الإعلامي وهيب إلى ضرورة كتابة تاريخ هؤلاء الأبطال، الذين صنعوا مجد فريق جبهة التحرر الوطني، وقدّموا تضحيات من أجل تحرير الجزائر. وقال: "هم جزء من الحركة الوطنية يستحقون التعريف بنضالهم في الكتب المدرسية والإعلام، كان من ورائهم رجال يدافعون عن القضية الجزائرية أمثال الدبلوماسي الشهيد نور الدين فروخي وبومزراق، ومصطفى زيتوني وغيرهم". من جهته، قدّم المجاهد وأحد لاعبي فريق جبهة التحرير الوطني محمد معوش، شهادته حول ظروف تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني، وأكّد أنّ اختيار 13 أفريل 1958 لتأسيس الفريق كان يتزامن مع تنظيم بطولة فرنسا للأندية، وهو التوقيت المناسب لتأسيس الفريق بلاعبين محترفين، حسب ما كان يراه قادة الثورة.