شكّلت الوسطية في الإسلام موضوع ندوة علمية احتضنها المركز الجامعي علي كافي بتندوف، نشّطها مجموعة من الباحثين والأكاديميين المتخصّصين. الندوة العلمية التي اختير لها عنوان "الوسطية في الإسلام منهج حياة"، أشرف على تنظيمها مخبر الدراسات الأدبية والحضارية في المجال الأكاديمي الجزائري، بالتنسيق مع مديرية ما بعد التدرّج والبحث العلمي والعلاقات الخارجية والمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية أبو القاسم سعد الله. وتهدف الندوة حسب القائمين عليها إلى تجسيد مفهوم الوسطية، وإعطاء آفاق أرحب لتطبيقاتها في المستقبل، وقد تم اختيار الموضوع – حسب المصدر - من منطلق ما يشهده الشارع الجزائري من توجّهات فكرية غريبة عنه، وهي أفكار اعتبرها القائمون على الندوة "نشاز". وأشار رئيس الندوة أ.د محمد رضا مغربي، إلى أنّ الوسطية ليست مجرد شعار، بل هي ممارسة تتجسّد عند الطبيب والمهني والتاجر وغيرهم، وقال مغربي في تصريح ل "الشعب" إنّ الوسطية هي ممارسة فعلية، ونحن مطالبون بها اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، خصوصاً أنّنا نعيش في عالم متعدّد الأقطاب، ليؤكّد أنّ انتهاج الوسطية في العمل ليس بالأمر اليسير، فليس من السهل بمكان أن نكون وسطيين في عالم انقسم بين متطرف ومفرط، فكلٌ منا يدّعي الوسطية ولكن السلوكيات هي التي تحكم أكنت وسطياً أم متطرفاً أم مفرطاً. وأشار رئيس الندوة إلى أنّ الجزائر تبنّت في أصولها الوسطية والاعتدال، مؤكّداً بأنّ هذه الوسطية التي انتهجتها الجزائر منذ ثورتها المظفّرة كانت السبب في جمع الجزائريين ضمن وعاء واحد، فكان الرعيل الأول من المجاهدين يتبنون الوسطية فكراً وعملاً. للإشارة، فإنّ الندوة العلمية شهدت مجموعة من المداخلات التي تناولت بالإثراء والنقاش مسألة الوسطية في العقيدة، الوسطية في صحة البدن، الوسطية الاقتصادية في الاسلام، الوسطية في الدعوة، الوسطية في التوازن النفسي والوسطية في التفكير النقدي.