أفادت الفنانة ليلى بورصالي في تصريح ل«الشعب"، بأنّ مشاركتها خلال الطبعة الأولى من الملتقى العلمي "الشيخ عبد الكريم دالي" المزمع انعقاده أواخر الشهر الجاري أيام 27،26،25، ستتمحور حول المسيرة الفنية الكبيرة لهذا الفنان الرمز، شيخ موسيقى الحوزي بتفاصيل ومواقف متنوّعة، كما أكّدت بأنّ الملتقى يوثّق أكاديميا الطبوع العريقة للموسيقى الجزائرية، من بينها الحوزي والأندلسي والمالوف وغيرها، باعتبارها موروثا جزائريا لاماديا يجب الحفاظ عليه. وقالت الفنانة ليلى بورصالي أنّها اكتشفت كثيرا من سيرة الشيخ عبد الكريم دالي، وتعرفت على محطات حياته التي سخّرها للفن الأصيل وللموروث العريق للموسيقى الجزائرية، معتبرة أنّ مسيرتها تواصل مسيرة دالي، وهذا نظرا لوجود نقاط تشابه سواء من حيث مسقط الرأس أو من حيث المنهل الفني والتزاوج في المشارب الموسيقية، وأضافت: "شرف كبير أن أتكلم عن هذه القامة الموسيقية والثقافية الجزائرية الهامة، حيث أجدني في تقارب فني واسع مع هذه الشخصية، كوني أتيت من المدرسة التلمسانية واقتربت من مدرسة الجزائر العاصمة مثله تماما، وعليه، يمكنني أن أفهم جيدا ذلك التأثير الناتج عن رحلته من المدينة التي ولد فيها وبين المدينة التي دفن فيها". وقالت بورصالي إنّها تشعر مع عبد الكريم دالي بذلك التفتّح الراقي بين الطبوع الموسيقية؛ إذ أنّه لم يضع حواجز بين المدارس الموسيقية، موضحة أنّ رائد موسيقى الحوزي لم يكن لديه مشكل في أخذ مقطوعة موسيقية معيّنة من مدرسة العاصمة ليؤدّيها على الطريقة التلمسانية، كما أكّدت أنّ دالي أستاذ محنّك في موسيقى الحوزي، هو على عكس العديد من الشيوخ، اجتهد في تلقين الجيل الصاعد موسيقى التراث، حيث ترك بصمات من خلال المسرح وسائر أدبيات الموسيقى، كما كان سباقا إلى الإبداع وترويض النوتات الموسيقية بكلّ سلاسة، لإخراج كوكتيلات خالدة، وبذلك رسّخ فينا أنّ "المعنى الحقيقي للموسيقى هو ذلك العمل الجماعي الذي يعتمد على السمع والالتفات إلى الثقافات الأخرى من المجتمع". ومن جانب آخر، أكّدت بورصالي، أنّ العرض الفني المسطّر في برنامج الملتقى العلمي الذي جاء ليسلّط الضوء أكاديميا على المدارس الموسيقية الجزائرية، ويوثق هذا الموروث الثقافي اللامادي ويرمي إلى الحفاظ عليه، كما سيتم استحضار محطات هامة من حياته، لاسيما تلك المتعلّقة بمشاركته في إعداد أنطولوجية الموسيقى الأندلسيّة.