تعاطي الصحافة العالمية مع مجريات اللقاء دليل على أهميته أشار أستاذ القانون العام بالمركز الجامعي علي كافي الدكتور علي سالم نورالدين، إلى أن اللقاء التشاوري الأول الذي جمع قادة كل من الجزائر، تونس وليبيا، يُعدُّ "خطوة هامة في العلاقات الثلاثية بين هذه الدول التي يربطها تاريخ طويل وعلاقات حسن جوار وثقافة مشتركة، ناهيك عن العروبة والدين". وكشف علي سالم في حديثه ل "الشعب"، عن أهم مخرجات اللقاء وأبرز ما جاء في بيانه الختامي، مشدداً على أهميته ودلالات انعقاده في هذا الوقت بالتحديد، واصفاً اللقاء بمثابة إضاءة شمعة في تكتّل مغاربي جديد، بحسب تعبيره. وأكد أستاذ القانون العام بالمركز الجامعي علي كافي بتندوف، ضرورة انعقاد اللقاء بشكل دوري، وتضمين البيان الختامي لمسألة الرقي بالعلاقات الثنائية بين البلدان الثلاثة الى مرحلة نوعية من العمل المشترك تتعدى الإطار الثنائي، هي بوادر حقيقية لظهور تكتّل مستقبلي "يجري التحضير له على نارٍ هادئة"، سيكون مبنياً على التعاون والعمل المشترك. المتحدث وهو يعدّد أهم مخرجات اللقاء، أكّد أن الحدود المشتركة للدول الثلاث جعلت من التحديات الأمنية عاملا مشتركا بينها، وهو ما جعل القادة يطرحون هذه الجزئية بقوة في بيانهم الختامي، وهو ما يفرض على الدول الثلاث تكثيف الجهود وتوحيد الرؤى وتكييف أجندتها حول جميع القضايا ذات الصلة. واستطرد قائلاً، إن تسارع الأحداث حول العالم وما تشهده من صراعات وتحولات جذرية في العلاقات الدولية، بات من الضروري على الدول الدخول في تكتلات، حيث لا يمكن لأي دولة أن تعيش بمعزل عن محيطها الخارجي، وهذا اللقاء التشاوري قد يكون بداية لتكتّل مغاربي جديد فرضته الضرورة والمصلحة المشتركة للدول. وقال علي سالم، إن تأكيد البيان الختامي للقاء التشاوري على تمسّك الدول باستقلالية قرارها، نابع من التحولات والوعي السياسي والثقافي الذي تعيشه البلدان الثلاثة والداعي الى ضرورة التحرّر من مخلّفات الاستعمار. وسلّط المتحدث الضوء على ما يحدث في بعض البلدان الإفريقية، التي أعلنت شعوبها وأنظمتها الخروج علناً عن عباءة المستعمر، ومحاولات هذا الأخير التمسّك بالمنطقة، موضحاً بأن هذا الواقع الجديد ألقى بظلاله على أشغال اللقاء التشاوري الذي أكّد على تمسّك الدول الثلاث باستقلالية قرارها. واختتم أستاذ القانون العام بالمركز الجامعي علي كافي، بالتأكيد على أهمية هذا اللقاء، ليس فقط بالنسبة للبلدان المشاركة، بل على المستويين الإقليمي والمتوسطي، وهو ما يمكن استنتاجه من خلال تتبّع ما كتبته الصحافة العالمية وطريقة تعاطيها مع الخبر. وقال، إن هذا اللقاء الذي يحمل في طيّاته رمزية زمنية هامة، لا يمكن التغاضي عنها، ودلالات جيوسياسية تتخطى حدود الدول الثلاث قد كشف النقاب عن بعض النوايا السيئة التي لم تكن خافية وسلّط الضوء عليها وجعلها تتجلى أكثر للعيان.