خطت دائرة لوطاية ولاية بسكرة ببلديتها الوحيدة وتجمعاتها السكانية المتعدّدة أشواطا مهمة في تحقيق التنمية المحلية، وهي منطقة فلاحية بسهولها المعروفة بأجود أنواع التربة، ومنطقة نشاطات تضمّ عدة مركبات إنتاجية في مقدمتها مركب الملح. تتوفّر لوطاية على مقومات اقتصادية واعدة، عقار صناعي ومجموعة من الوحدات الإنتاجية، فجبل الملح به منجم هو الأكبر في إفريقيا، أنشى بجانبه مركب الملح سنة 1979، يضاف إلى ذلك منجم لإنتاج مادتي الكلور والميتالور، إضافة إلى وجود مواد أولية خاصة بالإسمنت والأجر ومحطة ضخّ تابعة لمؤسسة سوناطراك. وتضمّ منطقة النشاطات عدة وحدات إنتاجية منها مركب الملح الذي يشغل 149 عامل وينتج أكثر من 40 ألف طن من الأملاح سنويا، ومصنع الأجر الأحمر الذي يشغل 270 عامل وعدد آخر من الوحدات الإنتاجية، وتقع منطقة النشاطات بمحاذاة الطريق الوطني رقم 03 وخط السكة الحديدية وتضمّ 43 قطعة لكن تنقصها التهيئة من الطرقات والغاز والصرف الصحي وهي عوامل تؤثر سلبا على جلب المستثمرين وحسب المعلومات المتوفرة، فإن هناك مشاريع للتهيئة استكملت منها الإنارة العمومية. منطقة النشاطات التي تقع في موقع استراتيجي يتوفّر فيه النقل ستمكّن البلدية من التحوّل إلى قطب وطني للاستثمار، خاصة ما تعلّق بالصناعات الغذائية والتحويلية ورسكلة النفايات، حيث تتوفر البلدية على مركز للفرز لم يتم استغلاله بعد بطريقة عقلانية وفعالة. الفلاحة.. ماء غائر وسّد جمّده الجفاف ويضاف إلى ذلك مساحات فلاحية واسعة حيث يعتبر سهل لوطاية من أجود أنواع التربية، وله تاريخ في إنتاج المحاصيل الإستراتجية، وتتوفر لوطاية على مساحة 37 ألف هكتار قابلة للاستصلاح ودخول عالم الإنتاج، ولعلّ أهم وعاء عقاري فلاحي ضخم هو مزرعة عمر إدريس التي تقدر مساحتها ب1200هكتار، ومحيط لحزيمة 01 ب8000 هكتار خصص للشباب الجامعي، والحزيمة02 وهى مساحات كبرى لم يتمّ استغلالها بصفة عقلانية ودائمة نتيجة عدة عوامل أهمها نقص مياه السقي، فالمحيط الأول يعتمد أساسا على مياه سدّ منبع الغزلان بطاقته النظرية المقدرة ب45 مليون متر مكعب والذي جُمّد نشاطه. وإضافة إلى تقاعس عدد من المستفيدين الشباب، بينما يحاول فرع كوسيدار أو ما يعرف بمؤسسة "كاسدا" للفلاحة باستغلال مساحات مزرعة عمر إدريس والمحيط المجاور لها في بعث نشاطات فلاحية، خاصة زراعة المحاصيل الإستراتيجية وتربية المائيات وهي تجربة مازالت في مفترق الطرق والتردّد بين الاختيارات الأفضل للإنتاج الفلاحي، وعموما فإن مرافقة مستنيرة لهذا القطاع يمكن أن تحوّل لوطاية إلى سلة أخرى للفلاحة ببسكرة والتي سبق لرئيس الجمهورية تثمين ما حقق منها بالولاية. النشاط الفلاحي تأثر بالجفاف وملوحة الآبار، لاسيما وأن سدّ منبع الغزلان شبه مجمّد لتناقص المياه المجمّعة، حيث تبلغ طاقة استيعابه 44 مليون متر مكعب يستعمل منها عادة 14 مليون للسقي الفلاحي، وحسب المختصين، فإن السد يؤمن السقي لمدة ثلاث سنوات في مرحلة الجفاف، لكن مع تواصل موجة الجفاف فقد بلغ الحجم المخزن لأدنى مستوى ولا يمكن استغلاله، ويناشد الفلاحون الجهات المعنية بنجدة الفلاحة عن طريق حفر وإنجاز المناقب. ولأن البلدية تتوفر على أجود أنواع التربة فقد تمّ إنشاء مركب فلاحي فرع كوسيدار يتمّ فيه تربية المائيات، ويسعى المركب الذي يتربّع على مساحة 8700 هكتار لتجربة تربية المواشي بطاقة 1000 رأس من المواشي، ويشتكي القائمون على المركب من صعوبات من ملوحة المياه وتعدي غرباء على الأراضي المخصصة للمركب. وفي سياق متصل يشتكي فلاحو لوطاية من صعوبات تحول دون ترقية الإنتاج وتتعلّق بنقص الكهرباء الفلاحة والسواقي والمسالك الفلاحية، مطالبين بفتح فرع لديوان الحبوب خاصة وأن البلدية من منتجي المحاصيل الإستراتيجية وهناك أفاق واعدة لتوسيع هذه الزراعات. السياحة كنز مهمل يعاني قطاع السياحة من إهمال وعدم تفعيل تراث هذه المنطقة التي تزخر بالعديد من المعالم والتراث سياحي المتنوع، حيث تحصي البلدية آثار رومانية وبقايا مدينة ومسرح روماني ومطاحن الزيتون وكلها تعود لعود غابرة وكذا مناظر طبيعية خلابة، إضافة إلى المنبع الحموي سيدي الحاج الذي يعود تاريخ إنشائه إلى العهد الروماني. ورغم الأهمية السياحية والعلاجية لهذا الحمام، فإنه مجمّد منذ ما يقارب العقدين بسبب تعدي أشخاص ومنع المستثمر الذي يحوز كل الوثائق القانونية والأحكام القضائية، حيث عجزت الجهات المعنية في إيجاد حلول لهذا الإشكال وتطبيق قوانين الجمهورية وأحكام القضاء. وتعتبر لوطاية واحة سياحية بامتياز فهناك ثلاث مناطق جذب سياحي يمكن أن تستقطب السياح المحليين خلال العطل، لكن صعوبة الوصول إليها حال دون ترقية هذا الجانب، إضافة إلى غياب الخدمات والمرافق الضرورية، يضاف إلى ذلك وجود إمكانية للسياحة الجبلية بمنطقة المخاريف وكهوفها وطبيعتها الساحرة التي تستقطب الزائرين لكن دون إلتفاتة من الجهات المعنية لتهيئة هذه المناطق.