أكّد مدير دار البيئة بالوادي، مروان بريك، أنّ تطوير مجال رسكلة النفايات في الجزائر سيجعل الاقتصاد الوطني أكثر مرونة في مواجهة التغيّرات الخارجية المتصلة ببورصة المواد الأولية الخام الأكثر استخدامًا في الصناعات بشتى أصنافها. قال مروان بريك، في تصريح ل الشعب"، أنّ قرارات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبّون المُتعلِّقة بالبيئة والعمران ورسكلة النفايات، المُنْبثِقة عن اجتماع مجلس الوزراء الأخير، تُعبِّر عن رؤية اقتصادية صائبة جدّا؛ لاسيما مع التوجّه نحو استحداث مؤسّسات ناشئة متخصّصة في مجال تدوير النفايات، من خلال عمليات إعادة التحويل والتصنيع الموجّه إلى عدّة قطاعات على رأسها الفلاحة. وأوضح بريك، أنّ اقتصاد رسكلة النفايات يساهم في تقليل التلويث البيئي والطبيعي في البلاد، ويعود بالفائدة على المؤسّسات الصناعية، من خلال استرجاع خامات المواد الأولية، ويُتِيح مناصب شغل كثيرة أكبر بكثير من تلك التي توفرها الصناعة وقطاع الخدمات، لذلك فإنّ إعادة بعث هذا القطاع له أثر بالغ على الاقتصاد المحلي بالدرجة الأولى ثم الاقتصاد الوطني بالدرجة الثانية. وتابع المتحدّث ذاته، بأنّ وزارة البيئة والطاقات المتجدّدة أدركت أهمية إقامة توازن بين واجبات حماية البيئة ومتطلبات التنمية المستدامة كسائر الدول في العالم، التي سارت في نفس الاتجاه ونجحت في تجسيد المقاربة البيئية الإقتصادية، كما قامت الوزارة، حسبه، بخطوات معتبرة في هذا الجانب تتمثل أساسًا في إجراءات وتدابير عملية في سبيل تكريس تنمية وتطوير القطاع، بالإضافة إلى تكثيف التكوينات والتدريب لكلّ شرائح المجتمع في هذا المجال. في ما تعلق بنشاطات دار البيئة بالوادي، أبرز مروان، أنّ الدار تمكّنت تحت إشراف المعهد الوطني للتكوينات البيئية من تدريب المئات من الشباب حاملي المشاريع في مجال رسكلة النفايات والاقتصاد الدائري، من مختلف ولايات الوطن، مع مرافقتهم في إنجاز مشاريع حقيقية على أرض الواقع سواءً كانت هذه المشاريع في الجمع أو الجمع والتحويل. وتطبيقا لسياسة الدولة الوطنية الرامية إلى تثمين النفايات وإعادة رسكلتها واستعمالها، فإنّ دار البيئة لولاية الوادي تواصل جهودها لتكوين أكبر عدد ممكن من الشباب واستقطابهم لهذا المجال، مع اضطلاعها بتنظيم خرجات أسبوعية لأصحاب نقاط الجمع غير النظاميين قصد استقطابهم للتكوين وتحويلهم إلى تعاونيات تساهم في استمرارية عملهم وترقيته على نحو أفضلٍ، بحسب قوله. فضلا عن ذلك، تسهر الدار على المشاركة في تنظيم الأيام الإعلامية والتحسيسية حول المشاريع البيئية، وتوضيح دعم الدولة لهذا المجال لتنمية قدرات الشباب فيه، وخلق مشاريع على أرض الواقع تساهم في خفض النفايات وزيادة نسبة استرجاعها وتحويلها إلى مواد أولية تُستعمل في الصناعات، وبالتالي تقليل الاعتماد على استيراد المواد الأولية وتوفير الموارد المالية الخاصة بإنشاء المدافن وتوجيهها للاستثمارات الأخرى، يُضيف مدير دار البيئة بالوادي مروان بريك.