شرعت مختلف المصالح الولائية ببرج بوعريريج، على غرار محافظة الغابات ومديرية المصالح الفلاحية بالتنسيق مع مختلف الجمعيات الشبانية في تجسيد برنامج إعادة تأهيل السد الأخضر، الممتد على مساحة إجمالية تتجاوز ال 58 ألف هكتار بما فيها 476 هكتار مخصصّة للأشجار المثمرة. يعود المشروع إلى الواجهة من جديد بميكانيزمات وآليات جديدة، أبرزها إعداد دفتر شروط لبناء السد الأخضر وإحداث شراكة شبانية مع الجمعيات الناشطة في مجال التشجير والرّي، تستقطب الطاقات الشبابية وأصحاب الأفكار المبدعة للمساهمة في هذا المشروع الاستراتيجي بامتياز وفق مقاربة اقتصادية بيئية سياحية. تم إدراج منطقة برج بوعريريج ضمن الولايات الجديدة التي مسّها مشروع توسعة الحزام الأخضر في إطار المخطط الوطني الخاص بتوسعة السد الأخضر، ليشمل منطقة الهضاب إلى جانب ولاية بسكرة وسطيف، من خلال الانطلاق في عمليات تشجير واسعة خلال الشهور الأخيرة ومرافقة الفلاحين وأصحاب المستثمرات الفلاحية، تستهدف قرى ومداشر أزيد من 129 قرية منتشرة عبر بلديات المناطق الجنوبية، من شأنه أن تكون له أبعاد اقتصادية وسياحية وكذا محاسن تنموية إضافة إلى جانب هدفه البيئي. تأتي الخطوة بعد إطلاق مصالح الفلاحة في وقت سابق، عمليات موسعة لتسجيل الفلاحين والمزارعين الراغبين في الاستفادة من هذا البرنامج المجاني، من خلال دعوتهم للتقرب إلى الأقسام والفروع الفلاحية المعنية بالعملية، مرفقين بطلبات تتضمن المساحة المراد غرسها، ووثائق ثبوت الملكية أو حيازة وثائق تثبت الاستغلال لقطعة الأرض المخصصة لغرس الأشجار، يتم التكفل بهم عن طريق مجمع الهندسة الريفية الذي يسهر على متابعة العملية، انطلاقا من عملية التكفل بأشغال الحفر والغرس، وكذا مرافقة الفلاحين خلال عملية السقي الأولى. واستفادت ولاية برج بوعريريج وقت سابق، من حصص هامة وإضافية من أشجار الزيتون تكفي لتغطية المساحات الواقعة في بلديات الجهة الجنوبية شملها ببرنامج المخطط الوطني الخاص بتوسعة السد الأخضر، تشمل بلديات كل من القصور، وبلديات القصور، العش، الحمادية، الرابطة بالجهة الجنوبية، وبلديات برج الغدير، غيلاسة، تقلعيت رأس الوادي وأولاد ابرأهم في الجهة الجنوبية الشرقية. كما شمل البرنامج، وفق مصالح الفلاحة أهدافا تتعلق بغرس أزيد من 476 هكتار، من بينها حوالي 90 بالمائة من المساحة الإجمالية لزراعة أشجار الزيتون، في حين تم تخصص المساحة المتبقية للأشجار المثمرة، على أن يستمر هذا البرنامج الهام إلى آفاق سنة 2030، يضمن زراعة الأشجار المثمرة والزيتون والغابية ويتعداه إلى مشاريع التنمية المستدامة من شق للطرقات الغابية وفك العزلة، ومشاريع تزويد المناطق الريفية والفلاحية بالطاقة الشمسية. 50 بالمائة من الميزانية مخصصّة للتشجير كشف المحافظ العام للغابات ببرج بوعريريج محسن عبد الحفيظ ل«الشعب"، عن تخصيص أزيد من 50 بالمائة من ميزانية إعادة تأهيل مشروع السد الأخضر لفائدة عمليات التشجير وتوسعة الحزام الغابي والنباتي ببرج بوعريريج، تشمل مساحة مقدرة ب58 ألف هكتار تشمل المناطق الآهلة بالسكان والغابية. وتم اعتماد مخطط يراعي قساوة الطبيعة بالإضافة إلى مردودها وفائدتها الاقتصادية والبيئية التي تعود على سكان القرى والمداشر القريبة من تلك المناطق، خاصة فيما تعلق بغرس أشجار مثمرة تشمل الزيتون الفستق وغيرها من الأشجار، من شأنها أن تساهم بحسب ذات المتحدث في تنويع النشاط الاقتصادي في إطار مشروع توسعة السد الأخضر. وإلى ذلك، تمت برمجة عمليات مرافقة أخرى، من طرف مختلف المصالح المحلية تتعلق بشق المسالك الغابية والفلاحية وحفر الآبار، وبناء السدود، وتوزيع ألواح شمسية تندرج كلها في إطار تنويع النسيج الغابي وإعطاء ديناميكية لمشروع إعادة تهيئة الحزام الغابي لمشروع توسعة السد الأخضر. وأشار إلى أن مصالح الغابات تعكف على تهيئة مختلف المسالك الغابية ببرج بوعريريج، من أجل تجسيد مخطط مرتبط ببرنامج توسعة الحزام الغابي للسد الأخضر، يتعلق بتهيئة المسالك الغابية وإعداد مسالك جديدة يتجاوز طولها ال648 كلم، لما لها من دور بارز في حماية الغابات وتسهيل عملية تنقل الفلاحين والمستثمرين الفلاحين وكذا انخراطهم في عملية التشجير، أبرزها إعادة بعث المشروع المجمد المتعلق بإعداد المسالك الجديدة المتبقية، على مسافة تتجاوز 200 كلم، يرتقب الانتهاء منه في غضون الأشهر القليلة القادمة أقصاها جوان القادم. سيكون لهذه المسالك دور كبير بحسب ذات المتحدث في حماية الثروة الغابية، وخلال نشوب الحرائق، من حيث سرعة تدخل أعوان حماية الغابات والحماية المدنية، لاسيما فيما تعلق بتنقل الآليات والمعدات المادية للوصول إلى المحيطات الغابية. ومن شأنها أن تساهم في انتعاش المشاريع المرتبطة بمخطط توسعة السد الأخضر، ناهيك عن دور هذه المسالك في إنجاح عمليات التشجير خاصة على مستوى المناطق الجنوبية، من شأنها أن تساهم في الحد من التصحر ووقف زحف الرمال نحو المناطق الشمالية، وتعويض الخسائر المسجلة جراء الحرائق وفق مقاربة تتضمن إعادة تأهيل الغطاء الغابي، يجسد مقاربة اقتصادية لبيئة سياحية. أزيد من ألف شاب ومتطوّع بالمقابل، عرفت منطقة "مطوشع " التابعة لبلدية العش جنوببرج بوعريريج، مؤخرا حملة تشجير كبرى شارك فيها أزيد من ألف شاب ومتطوع في إطار المخطط الأخضر للشباب على مساحة سبعة هكتارات في إطار مخطط إعادة الاعتبار للسد الأخضر والمنظمة من قبل وزارة الشباب والرياضة، ووزارة الفلاحة والتنمية الريفية بالتنسيق مع محافظة الغابات على مستوى بلدية العش بهدف إعادة تأهيل السد الأخضر ونشر الثقافة البيئية من خلال إشراك المجتمع المدني في المواطنة البيئية.