دعا وزير الفلاحة والتنمية الريفية، يوسف شرفة، أمس السبت، بالجزائر العاصمة، الفلاحين والمهنيين إلى التجند والانخراط بقوة لإنجاح الإحصاء العام للفلاحة المزمع انطلاقه، اليوم الأحد، مؤكدا أهمية هذه العملية في رسم السياسة القطاعية. أوضح شرفة في كلمة له خلال أشغال اللقاء الجهوي للغرف الفلاحية الولائية، الذي جرى بحضور وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، كريم بيبي تريكي، أن نتائج الاحصاء العام للفلاحة "ستبنى عليه السياسات المستقبلية للتنمية الفلاحية والريفية في بلادنا"، وعليه فمن الضروري "تجند كل الفاعلين في المجال من فلاحين ومهنيين" قصد إنجاحها. ولفت الوزير، في ذات السياق، إلى الأهمية التي يوليها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، للإحصاء العام للفلاحة، "حيث طلب من الحكومة إيلاء كل الأهمية لإنجاحه، كونه آلية أساسية لمعرفة القدرات الوطنية وتحديد الاحتياجات لاتخاذ القرارات الصحيحة المستندة على المعطيات العلمية الدقيقة". ولهذا الغرض، جندت الدولة كل الامكانات المادية والبشرية لإنجاح هذه العملية المحورية، التي ستمكن من معرفة القدرات الوطنية الحقيقية وبناء سياسات تنموية ترتكز على بيانات ميدانية، وفقا للمسؤول الأول عن القطاع. من جهته، أشاد رئيس المجلس الشعبي الوطني، ابراهيم بوغالي، في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس لجنة الفلاحة والصيد البحري وحماية البيئة بالمجلس، فارس زياني، "بالمجهودات الجبارة التي بذلتها وتبذلها الأسرة الفلاحية على الدوام للنهوض بهذا القطاع، والتي بدأت تتجلى في المؤشرات التي تدل على نجاح الموسم الفلاحي الحالي بامتياز". وأشار بوغالي، بالمناسبة، إلى ما عرفه القطاع من تحولات جوهرية والتي أدت إلى زيادة رأس المال الفلاحي وتعاظم إمكاناته، مما "يستلزم توثيقها ودمجها في نظام إحصائي محكم يعتمد على التكنولوجيات الرقمية الحديثة وفق أنماط رصد متطورة". وستسمح رقمنة القطاع بصفة شاملة ومدروسة -يضيف السيد بوغالي- برفع مردوديته وتحرير كل المتدخلين والنشطين في الميدان من العوائق البيروقراطية، وبالتالي خلق فعالية إنتاجية تلبي الاحتياجات المحلية وتوفر فرصا كبيرة للتصدير وتنويع مداخيل الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الغذائي. أما رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة، محمد يزيد حمبلي، فقد أكد أهمية هذا اللقاء الجهوي الذي يرمي إلى تحسيس الفلاحين بضرورة التعاون مع اللجان والفرق المكلفة بالإحصاء العام للفلاحة، وتوعية جميع الفئات من مهنيين وفاعلين في الميدان بضرورة تضافر الجهود لإنجاح العملية. كما يهدف اللقاء، إلى متابعة وتقييم أداء الغرف الفلاحية الولائية ومدى انخراطها في النهج الجديد الذي تتبعه الغرفة الوطنية للفلاحة والرامي إلى عصرنة وتحديث الغرف الفلاحية والوصول إلى رقمنة حقيقة، مع بلورة مقترحات جماعية تتناسب وخصوصيات كل منطقة، من خلال الاستماع عن قرب لانشغالات المهنيين والتشاور مع مختلف الشركاء والمتدخلين. من جهته، أكد الأمين العام للاتحاد العام للفلاحين الجزائريين، عبد اللطيف ديلمي، على الأهمية القصوى التي يمثلها الإحصاء العام للفلاحة لسنة 2024 في وضع قاعدة بيانات دقيقة خاصة بقطاع الفلاحة على المستوى الوطني، داعيا بالمناسبة إلى وجوب تسهيل مهام القائمين على العملية وأعوان الإحصاء من أجل الحصول على المعلومة الصحيحة والدقيقة.