تجربة تربية الأسماك داخل الأحواض المائية دخلت ولاية البيض من بوّابة سد بريزينة سنة 2006، حيث زرعت مصالح السدود وقتها حوالي 300 ألف سمكة من نوع "الشبوط"، ليصل عدد الأنواع فيه حاليا الى أكثر من 50 نوعا من السمك منها الكارب، الصندر، البارش وغيرها، والتي تحولت الى مصدر رزق لعشرات الشباب الذين يقبلون على صيد الاسماك من هذا الحوض المائي الهام، ويشتغلون في هذا الميدان، ناهيك عن التجارب العلمية والزيارات التقنية التي تنظمها عديد الجامعات الجزائرية لطلبتها لمعاينة ودراسة الأسماك بالسد. سد بريزينة في وادي "صقر" يقع جنوب ولاية البيض، تبلغ قدرة استيعابه حوالي 132 مليون متر مكعب، ويعتبر حاليا موردا هاما لتربية وإنتاج أسماك المياه العذبة بولاية البيض، كما أنه يعد الأكبر على مستوى الجنوب الغربي للوطن في هذا المجال، عوامل جعلت منه مصدر عيش واسترزاق للعديد من الشباب الذين يقبلون على صيد الأسماك، وإعادة بيعها على غرار الشاب قدوري العربي، الذي انطلق في هذا النشاط منذ أزيد من عشرة سنوات وما زال الى اليوم. قدوري العربي الذي بات يعرف محليا بولاية البيض وبالمناطق المجاورة بمحله لبيع وطهي السمك سد بريزينة، ونظرا لشغفه بهاته الحرفة وتمسكه بها، بات محله الذي يقع بمحيط السد، مقصد زوار السد لتناول السمك المشوي واقتنائه. ويقول في هذا الصدد "إنه بالنظر إلى الإقبال المتزايد عليه، يسعى لتطوير نشاطه حيث تقدم بطلب الى مصالح ولاية البيض، من أجل السماح له باستغلال مساحة تقارب 3 هكتار بمحيط السد، وإنجاز مطعم لبيع وشواء الأسماك واستراحة عائلية لزوار السد، وهو في انتظار الرد من السلطات المحلية". بدوره مدير سد بريزينة بخايتية الجيلالي، وصف تجربة تربية الأسماك بسد بريزينة بالرائدة بالنظر الى النتائج المحققة والنجاح المسجل، حيث يحصي السد حاليا أنواع عديدة من الأسماك التي تكاثرت وتطورت، لدرجة أن بعض أنواع السمك كالشبوط مثلا يصل وزن السمكة منها إلى حدود 7 كلغ وهي نتائج مرضية. المتحدث أضاف أن لتربية الأسماك بالسد فوائد عديدة، إضافة الى كونها غذاء للسكان المحليين، فهي تقدم الأسمدة النافعة عن طريق فضلاتها التي تطرحها في مياه السد، والتي تشغل في سقي مئات الحقول والبساتين المربوطة بمياه السد وتعطي مردودا فلاحيا باهرا. واعتبر مدير سد بريزينة أن تجربة زراعة سمك الشبوط بالسد، رائدة ومتميزة على مستوى كامل القطر الجزائري بشهادة الخبراء والمختصين الذين يزورون السد باستمرار، حيث يحصي السد حاليا نوعين من هذا السمك المميز، الأول ذات الفم الكبير، والنوع الآخر المذهبة، وأعطى المشروع نتائج مشجعة في زيادة أعداد الأسماك في مياه السد، الذي أصبح مصدر غذاء لسكان الولاية والمناطق المجاورة لها، والأهم من ذلك شجع السياحة بالمنطقة، حيث تحول السد الى محطة استجمام وراحة وترفيه لعشرات العائلات التي تقصده في أوقات الراحة والعطل.