دعا رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني نور الدين بن براهم، إلى ضرورة الارتقاء بالمجتمع، ليكون مدمجا في العملية الديمقراطية، ليضطلع بدوره من خلال التقييم، المشاركة والتعبئة، التحسيس والمسائلة وكذا المراقبة، بما يجعله يكون شريك أساسي في الحكم الراشد. أبرز بن براهم الدور الكبير الذي ينتظر المجتمع المدني، وقال أنه في مرحلة تعزيز قدرات هذا الأخير، وهو يحتاج في ذلك الى دعم ليس بالمفهوم الكلاسيكي، مفيدا أنه الآن يعمل على مفهوم مقاربة جديدة مبنية على أساس مجتمع اقتصادي تضامني، الذي سينشأ من خلالها مشاريع تدعم من قبل المؤسسات الاقتصادية، وهي التي ستدعم الدبلوماسية الموازية التي يقوم بها المجتمع المدني. دعا بن براهم لدى نزوله أمس ضيفا على القناة الإذاعية الأولى إلى مشاركة وتعبئة أكبر للشباب، لتعزيز ديناميكية التضامن الوطني ودعم إستراتيجية التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، مؤكدا على أهمية إنشاء شبكات تواصل بين الجمعيات، وتكثيف تقاسم التجارب والخبرات والمشاريع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.يرى بن براهم لا بد ان يتخلص المجتمع المدني من فكرة الدعم بحسب النمط الذي كان سائدا من قبل، وان يهيئ نفسه الى الديناميكية الجديدة مبرزا دور المرصد المدني في منظومة الحكامة، مفيدا انه سيكون هناك تغيير في الذهنيات، وانه ستنشئ نماذج تجسد هذا التغيير. اعتبر بن براهم الاقتصاد التضامني الاجتماعي أحد البدائل الأساسية بالنسبة لجمعيات المجتمع المدني، التي يمكنها بحسبه ان تعزّز بعدها الشعبي وان تقدّم في نفس الوقت الأجوبة للقضايا الاجتماعية والاقتصادية، مشيرا الى ضرورة إنتاج قيمة اجتماعية حتى تتمكن الجمعيات من التأثير في حياة المواطنين. هناك محطات هامة في حياة البلد يمكن للمجتمع المدني المتكوّن من 41 ألف جمعية أن يساهم بها بفاعلية على غرار الانتخابات الرئاسية وهي محطة أساسية، من خلال عمله لترسيخ المواطنة في أوساط الشباب على وجه أخص، مشيرا الى أن المحطة الرئاسية ستصدر منها سياسات تتعلق بالبلد في موضوع السلم والأمن والاقتصاد. وأضاف في السياق أن المجتمع المدني شريك أساسي في بناء المكونات الديمقراطية، وهو يضطلع بدور تثقيفي توعوي هام قبل العملية الانتخابية، وكذا بعد إعلان النتائج.