يؤكد علماء النفس أن لا أحد يحب أن يستمع إلى شكاوى الآخرين لأن لديه ما يكفيه من المتاعب والهموم، وقد قال الرسول الكريم صلى اللّه عليه وسلم »الق أخاك بوجه منبسط«، ويقول في حديث آخر: »المؤمن حزنه في قلبه وبشره في وجهه«، وورد في حديث آخر: »إن اللّه عز وجل يحب المداعب في الجماعة بلا رفث«. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن المواقف الفكاهية بالتفصيل، ولكن من المفيد تقديم الطرائف الفكاهية التالية: 1 حكاية الواقع تقوم على التكامل، فإذا كان الإنسان يتقن مهنة فقد يكون خائبا في مهن أخرى، وقد تعرّف لص على نذل وجمعت بينهما صداقة قوية، فقال النذل للص: لابد أن أستفيد من خبرتك في السرقة وتستفيد من خبرتي في النذالة، وقدّم اللص للنذل دروسا في فنون السرقة، وقال: جاء دوري لأستفيد من خبرتك، فقال النذل: يا معشر الناس تعالوا وانظروا السارق؟! 2 اهتم أحد الشعراء ببغلة صديقه وقد كان لها حضور في شعره، حيث أبدع في وصف خطواتها واهتزازها، وشبّهها في كل صفاتها بصديقه فيقول: لك يا صديقي بغلة ليست تساوي خردلة تمشي فتحسبها العيون على الطريق مشكلة تهتز وهي في مكانها فكأنما هي زلزلة أشبهتها بل أشبهتك كأن بينكما صلة تحكي صفاتك في الثقالة والمهانة والبهدلة 3 من المؤكد أن العلاقات الإنسانية تقوم على الصدق في الفعل والتعامل، في حين تقوم علاقات المصالح على النفاق في القول والفعل، وفي هذا الموضوع يقول أحد الشعراء: منهم من ينافقني فيكذب لي ويحلف بي ويلزمني بتصديق الذي قال من كذب وما يدري عبد اللّه ما شعبان من رجب وما أبصرت أحمق منه في عجم ولا عرب 4 قل لي من تعاشر أقول لك من أنت، ولكن أصعب شيء في الحياة صداقة العاقل للأحمق، وقد تكون هذه الصداقة خارج الإرادة الشخصية، وقد وصف أحد الشعراء هذه الحالة في شعره بقوله: أحمق قد شفيت به بلا عقل ولا أدب فلا ينفك يتبعني وإن أمعنت في الهرب كأني قد قتلت له قتيلا فهو في طيلي لأمر ما قد صحبتهم فلا تسأل عن السبب ------------------------------------------------------------------------