تشهد العديد من مدن المحافظات العراقية لا سيما الأنبار وصلاح الدين وديالي ونينوي منذ عدة أيام هجمات مسلحة وأعمال عنف على خلفية أحداث الحويجة حيث قتل 50 متظاهرا و3 عسكريين، وقد ارتفعت حصيلة أعمال العنف من الثلاثاء إلى يوم الجمعة الأخير إلى أكثر من 200 قتيل وحوالي 300 جريح حسب مصادر طبية وأمنية، ويحمل العنف طابعا طائفيا كما تؤكده موجات الاحتجاجات ضد قوات الأمن منذ اقتحام الإعتصام المناهض للمالكي بالحويجة. وبحسب الأنباء فقد قتل 417 شخصا بالعراق منذ بداية أفريل. وقد حذر المالكي في افتتاح مؤتمر إسلامي للحوار ببغداد من فتنة الطائفية التي عادت للعراق بعدما إشتعلت في منطقة أخرى من الإقليم بحسبه ويقصد بذلك جارته سوريا معتبرا الطائفية شر ورياحها لا تحتاج لإجازة عبور لوجود حدود مشتركة على مسافة 600 كلم وتشهد نزاعا طائفيا قتل فيه عشرات الآلاف. وذكر المالكي أن الفتنة التي تدق طبولها أبواب الجميع لا أحد سينجو منها إن اشتعلت معتبرا أن المؤتمر جاء في زمن انفجار الفتنة الطائفية في العالم الاسلامي. وعودة الطائفية للعراق ليس صدفة إنما مخطط وتوجيه وتبني وسرعان ما تتحول بحركة سريعة إلي عملية تقسيم وتمزيق ومواجهتها أخطر من مواجهة الجيوش والاحتلال، حيث أن التصادم مستمر وعدد القتلى والضحايا في ارتفاع أين انتقلت الفتنة من الحويجة إلى سليمان بيك إلى الموصل وصولا إلى الإعلان عن تشكيل جيوش في المحافظات للتصدي للقوات النظامية من طرف كبار عشائر الأنبار. وفي ظل هذا الوضع الأمني الخطير المحدق باستقرار العراق دعا ممثل الأممالمتحدة في العراق «مارتن كويلر» إلى ضبط النفس وإجراء حوار جاد لوقف العنف المتصاعد الذي أدى إلى مقتل وإصابة المئات وقال كويلر لزعماء الدين والسياسة في البلاد إلى عدم ترك الغضب يطغى على السلام وذلك باستخدام حكمتهم وناشد حكومة المالكي إجراء تحقيق شامل وشفاف في حوادث الحويجة وتقديم المتجاوزين للعدالة، بينما عبر الكثير من المتظاهرين عن رفضهم الحوار ومطالبة حكومة المالكي بالاستقالة.