ثمّن الشاعر القدير سليمان جوادي الحضور النسوي على الساحة الأدبية، لا سيما في مجال الشعر، مشيرا إلى الأسماء التي تمكنت من التألق وفرض وجودها في المحافل الدولية. ودعا في ذات السياق إلى الاهتمام بالنصوص الشعرية ونقدها بعيدا عن المجاملات، التي قد تؤدي إلى إفساد الحركة الثقافية في الجزائر. أكد الشاعر سليمان جوادي في حديث ل “الشعب" أنه ضد تصنيف شعر “نسوي" أو “رجالي"، مشيرا إلى أن الكثير من الشاعرات الجزائريات أخذن مكانة جيدة في عالم القافية، وكن السّباقات في ميدان الكتابة الشعرية. وقال جوادي، إن الشعر في الجزائر عرف بدايات محتشمة، من خلال مبروكة بوساحة وأحلام مستغانمي.. ليظهر بعدها ما يسمى بالشعر النثري على يد زينب الأعوج وربيعة جلطي، اللتان تألقتا في سماء القافية، مؤكدا أن الجزائر شهدت بعدها ظهور موجة من الشاعرات الجزائريات اللواتي يكتبن القصيدة العمودية بتفوق أمثال شفيقة أوعيل، نسيمة بوصلاح وحنين عمر الشابة الطموحة المتواجدة في كثير من الفضاءات الأدبية العربية. “شاعرات الجزائر تمكّن من فرض أنفسهن بتفوق" وأشاد الشاعر القدير الحضور القوي للجزائرية في المحافل الدولية، بدليل تواجد الشعر النسوي الجزائري في المدونة الشعرية العربية، بالرغم من أن هذه الأخيرة ترفض أحيانا كل ما هو قادم من المغرب العربي، وهو دليل حسبه على أن شواعر الجزائر تمكن من فرض أنفسهن بتفوق، وامتلاكهن لناصية اللغة، ومقدرتهن على الكتابة الشعرية وتحكمهن في الوزن، خاصة في العروض، مثل خالدية جاب الله الشاعرة المتمكنة، التي شاركت في مسابقة أمير الشعراء وتمكنت من فرض وجودها. وفي سؤالنا حول الإضافة التي قدمتها الأقلام النسوية في مجال الشعر، خاصة وأن هناك من يقولون إن حيز إبداعها ضيق مقارنة بما يبدعه الرجل، قال إن السبب يعود ربما إلى أن عدد الشاعرات الجيدات قليلات، مشيرا إلى أنه يجب التنبيه إلى أن الساحة الإبداعية الرجالية إن صح التعبير اكتسحها الكثير ممن يدّعون كتابة القصيدة النثرية، غير أنهم بعيدون عن النثر وعن كتابة الشعر، ونفس الشيء بالنسبة للمرأة، حيث تعتقد البعض منهن أنهن شاعرات، إلا أن ما يخّطونه مجرد خواطر لا ترقى إلى مستوى الشعر، وقال إن الأسماء التي ذكرتها في سياقي كلامي، من الناحية النقدية هن شاعرات جيدات، سواء الرعيل الأول أو من أتين بعدهن كنورة سعدي على سبيل المثال لا الحصر. وآثر الشاعر سليمان جوادي الحديث عن المهازل التي تقع عبر المواقع الالكترونية الحديثة، مشيرا إلى أنها آنية فقط، لأن “البقاء للأصلح"، معيبا في ذات السياق المجاملات التي ترافق القصيدة المنشورة، والتي يثني عليها نقاد وشعراء مشهود لهم في الساحة الأدبية، قائلا “إذا أراد شخص ما التودد، لا يكون على حساب الإبداع، لأنه قد يفسد الحركة الثقافية في الجزائر". “الاهتمام بالنصوص الشعرية بعيدا عن المجاملات" ودعا جوادي النقاد الاهتمام بالنصوص الشعرية، بعيدا عن صاحبة هذا النص أو ذاك، وبعيدا عن المجاملات التي يندى لها الجبين، خاصة بالنسبة للشاعرة، مستندا لمقولة أحمد شوقي “خدعوها بقولهم حسناء"، وقال هي “خدعوها بقولهم شاعرة"، لكنها مع مرور الوقت ستكتشف بنفسها إنها ليست شاعرة، وما كتبته مجرد خواطر. لذلك يضيف يجب أن يكون التعامل بنقد موضوعي أكاديمي، بعيد عن المجاملات والاخوانيات، مؤكدا على ضرورة التعامل مع النصوص وليس مع المبدعات. وأشار الشاعر القدير إلى أن ما كُتب عن الشاعرات الجزائريات قبل ظهور النشر الالكتروني، تميز بنوع من الجدية في التعامل مع النصوص، وهو ما أدى إلى تراكم الكتابات النسوية، مشيرا إلى أن النشر الإلكتروني رغم محاسنه من حيث أنه رفع احتكار بعض الصحف للشعراء، إلا أن أنه سمح بنشر الغث أكثر من السمين. وتأسف جوادي على عدم صمود الأقلام النسوية الجدية إلا القليل منها، مرجعا ذلك إلى غياب النقد الذي يكاد يكون حسبه منعدما، وغير منصف إلا القليل منه. وبخصوص اعتبار كتابات المرأة سيرة ذاتية، أكد الشاعر سليمان جوادي أن هذه الكتابات ليست عيبا، لأن الشاعرة تكتب عن ما تعانيه كأنثى، وبالتالي هي تقدم صورة تعكس ما تعيشه المرأة عموما.