صدر للأستاذة إيناس صباح مهنا كتاب'' :منطق الحضارة عند عبد العزيز الدوري'' عن مركز دراسات الوحدة العربية بلبنان. ويُعَدّ العلاّمة الدكتور عبد العزيز الدوري من أبرز مؤرِّخي الزمن الحاضر، فقد وضع لنا محاولات لفلسفة التاريخ العربي ''الحضاري''، أو لنقل الوصول إلى فكرة شاملة تعبِّر عنه، وهو ما يمكن أن نعتبره استكمالاً لفلسفة الحضارة، وامتداداً للمدرسة الخلدونية في العصر الراهن. ويُعَدّ البحث في فلسفة التاريخ العربي الإسلامي، مدّة ستة عقود، من أهم انشغالات العلاّمة الدوري، فضلاً عن كونه مفكراً قومياً يؤمن بدور الأمة العربية الإسلامية في صنع الحضارة الإنسانية وتعزيز دورها بين الأمم الأخرى، وهو يرى أن الوصول إلى فلسفة التاريخ الحضاري العربي الإسلامي لا يتم إلا عن طريق تاريخ التأريخ أو تحقيب التاريخ العربي الإسلامي، لكي يتمكن من الوصول إلى فكرة أو ''فلسفة'' لهذا التاريخ تعبّر عن هويته الثقافية وخصوصيته الحضارية. ومن خلال الخطة الكلاسيكية للكتاب فان المؤلفة قسمته إلى أربعة فصول، تحدثت فى الفصل الأول عن شخصية الدورى ومؤلفاته وفلسفته ومنهجه العلمى والنقدى. أما فى الفصل الثاني فقد تناولت الباحثة موضوع التاريخ وفلسفته ومنطقه عند الدورى، كما عالجت فى الفصل الثالث منطق الحظارة العربية الاسلامية من وجهة نظره وأخيرا وفى الفصل الرابع تطرقت الأستادة ايناس صباح مهنا إلى الدورى وفلسفة الحظارة العربية الاسلامية المعاصرة من خلال التطرق إلى موضوعين أساسيين هما جدل القومية والدين وجدل النهضة والانحطاط.. لقد حاولت المؤلِّفة من خلال بحثها أن تصل إلى معظم آراء الدوري وقراءاته لمنطق التاريخ العربي الإسلامي أو كما يسمّيه ابن خلدون بعلم العمران ''الحضري'' عبر مؤلفاته ودراساته، لا سيما ذات الصلة بفلسفة التاريخ والحضارة، إلى جانب المقابلات الفكرية التي أُجريت معه طوال نصف قرن بالصحف والمجلات الفكرية. وتخلص الباحثة أخيرا إلى القول: إن العلاّمة الدوري، في منظوره الحضاري المعاصر، إنما يُقيم دعائم منظوره الفلسفي على قواعد جدلية عضوية، أساسها فكرة القومية والدين، وركائزها: جدل الأجيال، ممثلاً الأصالة والمعاصرة، وجدل النهضة والانحطاط، وجدل الذات والآخر. محتفظاً له بموقف متميّز بين الأجوبة العربية لموضوع النهضة الدينية والليبرالية والشيوعية والقومية، خرج منها برؤية تكاملية معاصرة، تنتقد، وتتجاوز إلى حيث يجب أن تكون النهضة المنشودة. ------------------------------------------------------------------------