حالة من «البسيكوز» عاشها أمس المترشحون لمسابقة أحسن مقالة عن «العلاقات الدبلوماسية الصينية الجزائرية في ذكراها ال55».. وهي مسابقة نظمتها سفارة جمهورية الصين بالجزائر بالتعاون مع جريدة «الشعب»، وحظيت بالترويج على مدار شهر ونصف الشهر. كم كانت فترة الانتظار لها الوقع الكبير على المترشحين لجوائز المسابقة، بالنظر إلى العدد الكبير المشارك في هذه المنافسة، وتنوعه، وتقارب مستواه، مثلما أكد عليه أعضاء لجنة التحكيم التي تولت عملية الترتيب والتصنيف والإنتقاء.. ظهرت حرقة الإنتظار على الوجوه التي غلب عليها الطابع الشبابي على العموم، إنخرطوا في هذا السباق، وتجاوبوا مع شروط المسابقة التي ترعاها أيضا شركتا السكك الحديدية الصينية والجوية الجزائرية، ظهرت هذه الملامح على الوجوه، وتضمنتها مداخلات من رعوا ونظموا وأطّروا المسابقة، مؤكدين على أهمية الحدث الذي كان صناعة كتّاب أبدعوا وقدّموا مشاهد وصور عن العلاقات الدبلوماسية الصينية الجزائرية في أبعد مداها ودلالتها وغايتها. وقد أكد السفير الصيني «ليو يوهي» مبرزا أهمية الحدث الذي نظم مع جريدة «الشعب»، وكان له وقعه الحسن والمؤثر «إن هؤلاء الشباب الذين أطلقوا لقلمهم العنان للتعبير ورسم معالم علاقات دبلوماسية نسجت عبر التاريخ بين الصين والجزائر، هم جديرون بأن يكونوا مفتاح التطور وتعميق الروابط الثنائية بين بلدين يتقاسمان الأشياء الكثيرة، ويحملان نفس الطموح والآمال». وأضاف السفير أن هؤلاء الشباب، تشكل المسابقة التي إنتزع من هم أجدر بها، محطة أولى لمواصلة الكتابة ليس بالقلم، بل بالقلب، لإظهار القواسم المشتركة بين بلدين لم تكن الجغرافيا، وبعد المسافة حاجزا في التقارب والتطور ونسج روابط لا تقدّر بثمن. وذكر ممثل جريدة «الشعب» بالتجربة التي جسدت مع سفارة الصين الشعبية بالجزائر ومدى اعتبارها مبادرة ذات دلالات كونها تؤرخ لعلاقات استراتيجية بين بلدين عرفا كيف يقيمان نموذج شراكة في مجالات حيوية.. وكونها تأتي في ظرف متميز تعيشه الجزائر ممثلا في الاحتفائية باليوم الوطني للصحافة المصادف ل22 أكتوبر الجاري. وقد رسم رئيس الجمهورية هذا اليوم للاحتفال به نظرا لما قام به الإعلام من جهود في سبيل الحرية والبناء الوطني. وأشاد د. اسماعيل دبش رئيس لجنة الصداقة الجزائرية الصينية وممثل وزارة الاتصال السيد حنافي بهذه المبادرة، منوهين بشكل خاص بالدور الذي لعبته جريدة «الشعب»، والمستشار الثقافي بالسفارة الصينية صخر، وكذا المستشارة السياسية السيدة «آن كينك» في انجاح هذه المسابقة، وهي مسابقة أكدت بشأنها فريال فيلالي من جامعة الجزائر، وكذا يوسف شڤرة رئيس اتحاد الكتّاب الجزائريين أنها جديرة بالتوقف عندها، لأن الفائزين ال15 من ضمن 70 مترشحا، أبدعوا في مقالاتهم باحترام مقاييس الكتابة وجاذبية اللغة، وحرارة التعبير، فكانوا سفراء زمانهم، في رحلة الألف ميل وميل من التدوين لعلاقات دبلوماسية جزائرية صينية، صغرت أمامها الأشياء، وكبرت صداقتها ووفائها للنضال المشترك من أجل روابط مثالية قوامها السّلم والأمان في محيط جيواستراتيجي دولي يغلي كالبركان، وتنقلب فيه معادلة الاستقرار ومفاهيم النظام المتوازن رأسا على عقب.