نظمت أمس، مديرية توزيع الكهرباء والغاز لولاية بومرداس أياما تحسيسية تدوم ثلاثة أيام حول مخاطر تسربات الغاز والتسمم بأول أكسيد الكربون الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى أكبر هاجس لدى العائلات الجزائرية والسلطات العمومية بسبب الحوادث الكثيرة المسجلة نتيجة سوء استعمال أجهزة التدفئة وغيرها والتي تسببت في عدة وفيات. سطرت مديرية توزيع الكهرباء والغاز لبومرداس بهذه المناسبة جملة أنشطة ومعارض لفائدة تلاميذ المدارس والجمهور العريض بمشاركة عدة أطراف ذات صلة بالملف خاصة منها مصلحة الحماية المدنية التي نظمت بدورها عددا من الحملات التحسيسية عبر كافة مناطق الولاية للتنبيه بهذه المخاطر المحدقة بأفراد العائلات الجزائرية، مع دعوتهم لأخذ مزيدا من الحيطة والحذر، وقد شمل البرنامج مداخلات من طرف مختصين تحدثوا عن طرق الوقاية وكيفية الاستعمال الجيد للأجهزة، الربط الجيد، الصيانة الدورية مع التركيز على جانب التهوية الداخلية التي تعتبر من الشروط الأساسية لتجنب مثل هذه الأخطار، وهي أيضا من الشروط التي تؤكد عليها مؤسسة سونلغاز فيما يعرف بشهادة المطابقة المفروضة قبل الترخيص باستعمال غاز المدينة، كما كشفت التجارب العلمية المعروضة أن نسبة 0.1 من انتشار أول اكسيد الكربون في الجو يتسبب في وفاة الشخص في ظرف ساعة إلى ثلاثة ساعات، في حين تؤدي نسبة 1 بالمائة من التسرب إلى الوفاة في ظرف 15 دقيقة، ونسبة 10 بالمائة تؤدي الوفاة في الحين. وعن أهداف الأبواب المفتوحة، كشف المكلف بالوقاية والأمن على مستوى المديرية للشعب، أن الأخطار المتزايدة التي تهدد العائلات الجزائرية جراء تسربات أول أكسيد الكربون وما أحدثته من ماسي، كان أحد أهم الأسباب التي دفعت مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز لتنظيم مثل هذه الأيام التحسيسية لتقديم مزيد من الإرشادات الضرورية لتجنب هذه الحوادث بالاعتماد أكثر على طرق الوقاية وترشيد استعمال الأجهزة المنزلية ذات العلاقة بغاز المدينة، بدورها كشفت المكلفة بالإعلام كريمة حمداش في ردها على تساؤلات الشعب وخاصة ما تعلق بنسبة الربط بشبكة غاز المدينة وخريطة توزيعها على المستوى الولائي، أن عملية التموين عرفت قفزة نوعية بولاية بومرداس في حدود الخمس سنوات الأخيرة بالنظر لعدد الزبائن الذي ارتفع من 30 ألف زبون سنة 2008 إلى 59575 زبون حتى أكتوبر 2013، مقابل هذا شهدت الشبكة توسعا طوليا أيضا حسب المتحدثة وصل إلى 920.9 كلم سنة 2013/ مقابل 574كلم سنة 2008. ورغم ارتفاع عدد زبائن المؤسسة، إلا أن هاجس ضعف نسبة الربط تبقى من أكبر التحديات المطروحة حاليا بولاية بومرداس، حيث لم تستقر النسبة المقدمة من طرف الهيئات المعنية سواء مؤسسة سونلغاز أو مديرية الطاقة والمناجم وحتى السلطات الولائية عند رقم معين لكنها تتراوح ما بين 29 و34 بالمائة، خاصة في ظل بقاء 8 بلديات دون ربط وهي اعفير، تاورقة، أولاد عيسى، تيمزريت، قدارة، عمال، الخروبة ولقاطة، وهي تنتظر تجسيد المشاريع المسجلة على الأقل في مراكز البلدية، في حين صنفت 11 بلدية بذات الربط المتوسط و13 بلدية ذات ربط ضعيف نتيجة اقتصار عملية التموين على المراكز فقط.