نقل نعش الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا في رحلة أخيرة نحو مسقط رأسه بقرية كونو التي سيدفن فيها اليوم بعد أن بقي جثمانه مسجى لمدة ثلاثة أيام داخل المبنى الحكومي (يونيون بيلدينغز) الذي شهد تنصيبه عام 1994 كأول رئيس أسود للبلاد بعد نهاية حقبة التمييز العنصري. وكان في استقبال الطائرة التي حطت بالمطار العسكري في كونو ، أفراد من العائلة وممثلون عن شعب التيمبو الذي ينتمي إليه الزعيم الراحل، إلى جانب شخصيات أخرى. وكان الناطق باسم عائلة مانديلا الجنرال تيمبا ماتانزيما قد أعلن أن الموكب الجنائزي سيتوقف مرتين في مدينة متاتا ليتاح للحشود هناك توديع فقيدهم ، بعدها سيتم التوجه إلى بيت مانديلا بقرية كونو، الذي أمضى فيه سنواته الأخيرة قبل أن ينتقل إلى جوهانسبرغ بسبب مضاعفات صحية. وسيجري الجزء الأول من مراسم التشييع اليوم بحضور نحو خمسة آلاف شخص بينهم شخصيات أجنبية مثل ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، ورئيسيْ الوزراء الفرنسيين السابقين ليونيل جوسبان وآلان جوبيه. ومن المرتقب أن يدفن الزعيم الراحل بالقرب من والديه وثلاثة من أبنائه المتوفين، حيث أعلنت العائلة أنها تريد دفن الجثمان بدون ضجيج، وأنها لن تسمح بالتقاط أي صور أو تسجيل فيديوهات للحدث. وستمارس طقوس خاصة بالدفن اعتادت عليها قبائل الكوزا بما في ذلك ذبح ثور، ليلقي بعدها وجهاء من التيمبو كلمات أمام القبر. وكان مائة ألف شخص أو يزيدون قد ألقوا النظرة الأخيرة على جثمان رئيس جنوب أفريقيا الأسبق، واضطرت السلطات لمطالبة المواطنين بالتوقف عن القدوم إلى نقاط التجمع التي كانوا ينقلون منها إلى مبنى يونيون بيلدينغز، ووقع تدافع بين المتجمهرين عندما حاولت الشرطة إبعادهم عن إحدى تلك النقاط، وانتهت الأحداث دون وقوع إصابات. وحرص عدد من المواطنين على الانتظار في طوابير طويلة بغرض توديع مانديلا، وقالت إحدى الحاضرات إنها حصلت على إجازة ليومين حتى تحضر لتوديع الزعيم الراحل، وأضافت «لا مانع لدي من الانتظار، فيجب أن أقول له شكرا لك على ما حققته لنا». وتوفي مانديلا -الحائز على جائزة نوبل للسلام- في الخامس من الشهر الجاري بمنزله بجوهانسبرغ عن 95 عاما بعد صراع طويل مع المرض. وشارك العشرات من قادة العالم وعشرات الآلاف من سكان البلاد في مراسم تأبين أقيمت في ملعب كرة قدم في سويتو الثلاثاء الماضي.