عرفت الرياضة الجزائرية في العام الحالي 2013، الذي تفصلنا أيام معدودة من انتهائه، أحداثا عديدة وانجازات أضافت فواصل أخرى للمحطات الكبيرة.. في مقدمتها تأهل المنتخب الوطني إلى المونديال القادم الذي يقام في البرازيل في صيف 2014.. حيث ستحضر الجزائر العرس الكروي العالمي للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخ كأس العالم في الدورة النهائية.. بعد مسيرة مليئة بالأفراح والتي انتهت بالدور الفاصل الذي لعب يوم 19 نوفمبر الماضي بالبليدة أمام بوركينافاسو.. وكان هدف بوقرة حاسما لكسب «الخضر» بطاقة التأهل إلى المونديال.. وقبل ذلك كان الفريق الوطني قد خسر لقاء الذهاب بعد تحيز الحكم الذي منح ضربة جزاء خيالية للمنافس. صور تاريخية للاحتفالات وتبقى الصور الجميلة التي صنعها تأهل الجزائر إلى المونديال في كل المدن والقرى الجزائرية، مباشرة عقب المباراة التاريخية بالبليدة، راسخة في الأذهان.. أين عبر الأنصار عن فرحتهم العارمة بتأهل أشبال المدرب هاليلوزيتش الذين تألقوا في الأدوار التأهيلية التي سيروها بكل حزم.. فالفريق الجزائري حقق عدة نقاط حتى خارج الديار، الأمر الذي مكنه من البروز بشكل لافت. ويمكن القول إن بداية العام لم تكن موفقة في كأس إفريقيا التي جرت في جنوب إفريقيا، أين خرج زملاء سليماني من الباب الضيق ومن الدور الأول، لكن اختيار الاستقرار ببقاء هاليلوزيتش على رأس الفريق، أعطى نتائج كبيرة.. رغم الضغط الكبير، جراء الإخفاق في «الكان» والذي أحس به المدرب البوسني آنذاك. وبفضل مسيرته الموفقة وأهدافه الحاسمة، تألق سليماني بشكل معتبر، الأمر الذي جعل الاختيار يقع عليه فيما يخص الكرة الذهبية التي عادت لهداف « الخضر» ونادي سبورتينغ لشبونة بكل امتياز. الأندية في تراجع.. قاريا وبذلك كانت كرة القدم في مقدمة الانجازات بالنسبة للعام الحالي، الذي بالمقابل سجلت خلاله الأندية الجزائرية تراجعا كبيرا في المنافسات القارية، أين لم تبلغ مرحلة المجموعات، لاسيما في رابطة الأبطال.. الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات بالنسبة للأندية وطموحاتها على الصعيد القاري.. في حين أن اتحاد العاصمة كان الفريق الوحيد الذي تألق على الصعيد الدولي، بعدما تمكن من الفوز بكأس الأندية العربية بامتياز بقيادة المدرب الفرنسي كوربيس، الذي استطاع أن يقود "أبناء سوسطارة" للفوز بكأس الجمهورية أيضا. الملاكمة.. دائما في المواعيد الكبرى وبالنسبة للرياضات الأخرى، فإن السعفة الذهبية تتجه صوب الملاكمة الجزائرية التي عادت هذه السنة إلى الواجهة بفضل تنشيط الملاكم محمد فليسي المنازلة النهائية في بطولة العالم بمدينة ألمآتي بكازاخستان، أين نال الميدالية الفضية، وقد نافس بقوة من أجل نيل الذهب ودخول التاريخ من الباب الواسع.. وبحسب أغلب المتتبعين، فإن نتيجة فليسي تعد إنجازا كبيرا، كونه يحتل المرتبة الثانية عالميا في وزن 48 كلغ. وبما أن 2013 كانت سنة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، والتي احتضنتها مدينة «ميرسين » التركية، أين حسّنت الجزائر مركزها بنيلها عديد الميداليات حصل عليها رياضيونا، مقارنة بألعاب «بيسكارا » عام 2009.. وكانت الحصيلة هذه المرة 26 ميدالية، منها 9 ذهبية.. كانت أغلبها من إنجاز رياضة الملاكمة التي حققت 5 ذهبيات في 5 نهائيات وهو رقم في تاريخ الألعاب، بفضل كل من فليسي وبن شبلة وبن بعزيز وشادي وعبادي.. لتبقى هذه الرياضة في الموعد لتشريف الألوان الوطنية في المحافل الدولية. كما أن ألعاب القوى كانت المفاجأة السارة بالنسبة للمسؤولين على الاتحادية، الذين لم يكونوا ينتظرون النتائج «المبكرة» لعدائينا الذين فازوا ب4 ذهبيات في تركيا من إنجاز كل من أمينة بتيش ورابح عبود وكنزة دحماني وياسمينة عمراني. وبدون شك، فإن المحطات القادمة في 2014 ستكون حاسمة للرياضة الجزائرية، والتي ستنطلق، شهد جانفي الداخل 2014، باحتضان بلادنا للبطولة الإفريقية لكرة اليد.. أين سيكون الشعار عودة الكرة الصغيرة الجزائرية إلى الواجهة القارية، بعدما عاشت مشاكل عديدة لمدة سنتين. كما أن الأنظار ستصوب، الصيف القادم، إلى البرازيل أين ينتظر أن تكون الجزائر في القمة، بعد أن وضعتها عملية القرعة في مجموعة تضم كلاّ من بلجيكا وكوريا الجنوبية وروسيا.