تجتمع قيادتا حركتي النهضة والإصلاح الوطني في لقاء نهاية الأسبوع الجاري، يشهد الميلاد الرسمي لثاني تحالف في الساحة السياسية بعد التحالف الرئاسي الذي يدخل عامه الخامس بحلول السنة الجديدة، وذلك تتويجا لقرار مشترك من أجل ترقية وثيقة التنسيق، تحسبا لرئاسيات .2009 في الوقت الذي قررت فيه قيادتي حركتي النهضة والإصلاح الوطني الإلتئام والدخول بصفوف موحدة في الإنتخابات الرئاسية المقبلة، فضلت حركة مجتمع السلم ''حمس'' بقيادة أبو جرة سلطاني، تزكية ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة ثالثة مثلها في ذلك مثل زميليها في التحالف الرئاسي ويتعلق الأمر بجبهة التحرير الوطني ''الأفلان'' والتجمع الوطني الديمقراطي ''الأرندي''. ولأن حركة مجتمع السلم اختارت ''مرشح الإجماع'' مثلما جاء على لسان رئيسها في عدة مناسبات، فإن مواقف الأحزاب المنتمية إلى التيار الإسلامي تباينت مواقفها بخصوص خياراتها لخوض غمار الاستحقاقات المرتقبة بعد حوالي 4 أشهر، واذا كانت ''حمس'' لم تقبل الإنصهار في الأحزاب ذات نفس الانتماء، فإن زعيمي الحركتين ممثلين في فاتح ربيعي وجهيد يونسي على التوالي، فضلا الخروج عن المألوف وتأسيس تحالف جديد سيكون الثاني من نوعه في الساحة السياسية. ولعل ما جعل قيادتي النهضة والإصلاح الوطني تفكران في ترقية وثيقة التنسيق التي تم توقيعها إلى تحالف أن الحزبين الذي أسسهما شخص واحد وهو الشيخ عبد اللّه جاب اللّه تعتبرا امتدادا لبعضهما البعض وهما في الأصل تشكيلة واحدة، ذلك أن هذا الأخير، أسس حركة الإصلاح الوطني التي خاض معركة رئاسيات 2004 بعدما دبّ الشقاق في صفوف النهضة التي دخل بها رئاسيات .1999 ويعوّل على هذا التحالف، لتعزيز حظوظ المرشح الذي ستتقدم به التشكيلتين على اعتبار أنه يساعد على توحيد الوعاء الإنتخابي القاعدي للتشكيلتين. ويبقى الأمر الأكيد، أن رئاسيات ,2009 تعد بمثابة طوق نجاة للحركتين بعد التراجع الكبير للتشكيلات المحسوبة على التيار الإسلامي في الآونة الأخيرة، وتعتبر فرصة سانحة لإحراز موقع لائق لاسيما وأن الحركتين حققتا نتائج إيجابية خلال الإستحقاقات الرئاسية لعامي 1999 و.2004 ------------------------------------------------------------------------