أعلنت حركتا الإصلاح الوطني والنهضة عن تنسيق بينهما "لتقوية دور التيار الإسلامي" في الساحة السياسية تجاه القضايا المشتركة التي تجمع الحزبين، والتصدي للمؤامرات التي تحاول استهداف الجزائر في ثوابتها الوطنية وسيادتها. حيث أكّدت الحركتان أن هذا الميلاد الذي جاء مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية "لا يمكن اعتباره تحالفا لأغراض انتخابية". أكّد السيد جهيد يونسي، الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، أن هذا التنسيق بين الحركتين هو عبارة عن تعاون بين الحركتين اللذين تجمعهما وجهة نظر متقاربة إزاء العديد من المسائل وليس عبارة عن تحالف سياسي كما يبدو للكثير، حيث أضاف السيد يونسي في كلمة ألقاها بمناسبة التوقيع على إعلان التنسيق مع حركة النهضة، أمس، بفندق السفير بالجزائر، أن هذا التنسيق أرقى من التحالف باعتباره تنسيقا دائما وليس مناسباتيا لأن الهدف منه ليس انتخابيا كالتحالف الذي عادة ما يكون خلال الاستحقاقات، وهو ما يؤكد أن هذه المبادرة برهانا حي بعيدا عن الأطماع الانتخابية. وفي رده على سؤال تعلق بالإعلان عن هذا التنسيق بين التيار الإسلامي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المنتظرة خلال السنة القادمة 2009، أجاب الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني أن الرئاسيات لا زالت بعيدة مكتفيا بالقول "لكل حدث حديث" في إشارة منه إلى أن الحديث عن الرئاسيات لم يحن وقته بعد وسيشار إليه في الوقت المناسب لذلك. كما أن هذا التنسيق بين الحركتين لا يمكنه أن يشمل ميادين أخرى خارجة عن تلك التي جاء من أجلها والتي نص عليها البيان الموقع عليه من قبل الطرفين. من جهته، قال السيد فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة أن مبادئ هذا التنسيق يمكن أن يدافع عنها من هو في السلطة أو في المعارضة، مشيرا إلى أن كل حزب حر في اتخاذ مواقفه كون التنسيق يخص المسائل المتفق عليها في الإصلاح والنهضة أما القضايا الأخرى فلكل حزب وجهة نظره. كما اعتبر المتحدث هذه المبادرة بالعادية في الوقت الذي توجد فيه قواسم مشتركة تجمع بين الحركتين ولا يوجد ما يفرق بينها، حيث ستتخذ المواقف بموجب هذا التنسيق خدمة للمصلحة العامة وللحزبين في الوقت الذي تبقى فيه النقاط التي تضمنها بيان التوقيع ورقة الطريق التي تضبط المواقف المتخذة. وفي حال عدم التمكن من الاتفاق حول موضوع معين فلكل حزب موقفه الخاص، يضيف السيد ربيعي الذي أشار إلى أن الدعوة للتوقيع على هذا التنسيق وجهت للعديد من إطارات الحزبين بمن فيهم السيد عبد اللّه جاب اللّه رئيس حركة الإصلاح الوطني السابق. ويؤكد التنسيق الموقع بين الإصلاح والنهضة على عزم الحزبين على تشكيل سد منيع في وجه المؤامرات والمخططات التي تستهدف الجزائر في ثوابتها الوطنية وسيادتها ووحدتها وكذا انتمائها وأرضها وتاريخها وثرواتها وأيضا شعبها، ودعا الحزبان إلى مباركة هذا المسعى والالتفاف حوله ودعمه بجميع أشكال الدعم والتأييد. وركز بيان التنسيق على ضرورة الدفاع عن الوحدة الوطنية وسلامة التراب الوطني مع المحافظة على قيم المجتمع وآدابه العامة والحفاظ على انتماء الجزائر الحضاري والثقافي والسعي لتجسيد المشروع النوفمبري ببناء دولة قوية اقتصاديا، سياسيا، اجتماعيا، تكنولوجيا، وعلميا، والنضال من أجل افتكاك الحقوق التاريخية للشعب الجزائري من فرنسا أثناء الحقبة الاستعمارية والسهر على إعلاء مكانة البلاد في الساحة الدولية إقليميا، قاريا، قوميا، وعالميا.